تحرك أمريكي لوقف الدعم للتحالف العربي في اليمن
أطلق مشرّعون أميركيون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الاربعاء، تحركا يرمي لإجبار الادارة الاميركية على وقف دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وذلك من خلال الدفع لإجراء تصويت نادر في الكونغرس على الانخراط العسكري لبلادهم في هذا النزاع.
وقال السناتورات بيرني ساندرز ومايك لي وكريس ميرفي في بيان مشترك ان تحركهم هذا سيتيح للمرة الاولى على الاطلاق اجراء تصويت في مجلس الشيوخ على "سحب القوات الاميركية من حرب غير مصرح بها".
وبحسب الأمم المتحدة فإن اليمن، أفقر بلد في الشرق الأوسط، يشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم. وقتل أكثر من 9200 شخص في الحرب الاهلية الدائرة في اليمن منذ ثلاث سنوات وهي ايضا حرب بالوكالة بين القوتين الكبيرتين في المنطقة: السعودية وإيران.
ومنذ عام 2015 قدمت واشنطن للتحالف العربي أسلحة ومعلومات استخبارية وعمليات تزويد بالوقود في الجو.
وقال ساندرز الذي يعتبر سناتورا مستقلا لكنه خاض السباق لنيل تذكرة الترشيح الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية في 2016 "نرى انه بما ان الكونغرس لم يعلن الحرب او يجيز استخدام القوة العسكرية في هذا النزاع فإن مشاركة الولايات المتحدة في اليمن غير دستورية وغير مصرح بها، وان الدعم العسكري الاميركي للائتلاف السعودي يجب ان ينتهي".
وكان كبار المستشارين العسكريين والدبلوماسيين للرئيس دونالد ترامب أكدوا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان الادارة لا تسعى للحصول على اي تفويض جديد لتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق الساخنة في العالم.
وفي الواقع فان المشاركة العسكرية الاميركية في النزاع اليمني تستند الى ترخيص اصدره الكونغرس في 14 ايلول/سبتمبر 2001، اي بعد ثلاثة ايام على الاعتداءات التي شنها جهاديون القاعدة على نيويورك وواشنطن، وأجاز فيه المشرعون يومها للإدارة استخدام القوة العسكرية.
وهذا الترخيص اضافة الى ترخيص ثان مماثل صدر في 2002 استند اليهما كل من الرئيس جورج دبليو بوش وبعده باراك اوباما واليوم دونالد ترامب لشن كل العمليات العسكرية التي تخوضها الولايات المتحدة خارج اراضيها.
ولكن كثيرا من المشرعين الديموقراطيين وبعضا من زملائهم الجمهوريين سبق وأن حذروا الادارة من ان هذا الترخيص البالغ عمره 15 عاما لا يمكن الركون اليه الى ما لا نهاية ولا بد من تجديده.
واعتبر السناتور لي، وهو من الجمهوريين المحافظين، ان الإجراء الذي أطلقه مع زميليه يمكن ان يساعد الكونغرس على اعادة تأكيد سلطته في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية.
ا ف ب