أبوالغيط: تصفية القضية الفلسطينية أصبحت مكشوفة للجميع
قال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إن تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من محتواها الوطني والإنسانى أصبح مكشوفا للجميع، من خلال سياسة ممنهجة اتبعها الطرف الذى يُفترض فيه الاضطلاع بدور الوساطة النزيهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف أبو الغيط أن القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم الإعلان عن اعتزام الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى المدينة المحتلة فى مايو المقبل تزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة يعكسان انحيازًا كاملًا للطرف الإسرائيلى، وغياب أى قراءة منصفة لطبيعة وتاريخ النزاع القائم فى المنطقة منذ عقود.
وتابع أبوالغيط، خلال كلمة ألقاها السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية، خلال اجتماع مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، أمس، أن القضية تمر بواحدة من المنعطفات الصعبة والتاريخية، وأن الجامعة العربية تضم صوتها إلى صوت الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى مطالبة المجتمع الدولى بالتفكير فى آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، تضم جميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة، تنبثق عن مؤتمر دولى يُعقد منتصف العام الجارى ويلتزم الأسس المرجعية لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، ويضع إطارًا زمنيًا محددًا لمفاوضات الحل النهائى.
وقال إن القرار يُمثل الحلقة الأخطر فى سلسلة متواصلة من الإجراءات والقرارات التى تصب كلها فى اتجاه فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين وإجبارهم على التنازل عن الثوابت الجوهرية للمشروع الوطنى الفلسطينى، وفى القلب منها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.
وأضاف أن الهدف واضحٌ ولم يخفه أركان الإدارة الأمريكية ذاتها الذين تحدثوا عن إزاحة قضايا القدس واللاجئين من طاولة التفاوض، وتساءل: "علامَ يكون التفاوض إذاً.. وأي معنى يبقى لقضايا الحل النهائى إن لم يكن من بينها ملفا القدس واللاجئين؟".
وقال "أبو الغيط" إن محاولات التمهيد لتفريغ القضية من محتواها عبر إجراءات مثل نقل السفارة الأمريكية للقدس أو تقليص دعم الأونروا توطئة للقضاء عليها، لن يكون من شأنها سوى عزل الطرف الذى يحاول تمريرها وفرضها على الشعب الفلسطيني، ومن ثَمَّ تعطيل المسار السلمى وتجميده. وأضاف: "من حقنا، بل من واجبنا، التفكير فى بدائل لتحريك مسار سيأسى يُفضى إلى إنهاء الاحتلال المستمر منذ 70 عامًا، وينتهى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".