الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تقرير

في الخليل.. نادر وأسرته بين أنياب الموت

عائلة نادر أبو دية
عائلة نادر أبو دية

الخليل- رايــة: طه أبو حسين

في بيت عتيق، تعاني جدرانه وسقفه من الرطوبة والتشقق، ناهيك عن نقص بعض مرافقه كالمرحاض، تعيش أسرة فلسطينية لها ستة أطفال، ثلاثة منهم يعانون من قصر القامة واعوجاج الركب، ووالدهم لا حول ولا قوة له على علاجهم دفعة واحدة.

نادر أبو دية، 38 عاما، سكان خربة قلقس جنوب الخليل، يعاني من مرض قصر القامة الى جانب ثلاثة من أطفاله، يقول: "ابني صهيب أجريت له عملية تصحيح ركب في مستشفى المقاصد لكنها لم تنجح فهو بحاجة لعملية أخرى، وصابرين تحتاج هي الأخرى عملية مشابه، أما ترتيل فقد أجريت لها العملية، وأختها صابرين قالت لي كلمات قاتلة، لأنها بحاجة لعملية هي الأخرى".

الطفلة صابرين التي تعاني من قصر القامة واعوجاج الركب تعيش تحت ضغوط نفسية من نظرات المحيط وتعليقات بعض قريناتها، ما دفعها الضغط على والدها لاجراء عملية تصحيح الركب والذي لم يقوى على ذلك بسبب وضعه الاقتصادي، تضيف: "انقهرت كثير ونفسي أبي يعملي عملية منذ صغري، فكثير من الناس يتمسخروا عليّ، ولما عمل لأختي ترتيل العملية حزنت كثيراً لأنه نفسي يعملي قبلها".

عند هذا المفترق والحديث الدائر بين صابرين ووالدها، وقع الأخير في شعور الذنب، لكن دون قدرة على تغيير الواقع "أنا مقصر معهم غصب عني بسبب الظروف التي أمر فيها".

يعيش نادر وأسرته في بيت للايجار، بيته من الطراز القديم، وحالته ليست كما يجب، كما أنه يفتقد لأهم المرافق لا سيّم المرحاض.

نادر يعمل بائعا على بسطة صغيرة منذ عام 1998، غير ان خطة بلدية الخليل لإزالة التعديات أزالت مصدر رزقه الوحيد (البسطة)، من وسط المدينة.

كان يبيع نادر الأكياس الخاصة بجمع النفايات والشواء الى جانب الكاسات البلاستيكية والكرتونية على بسطته الصغيرة، ومنها يعود يومياً بقوته وأطفاله الستة الى جانب أمهم من مبيعاته التي عادت تتراوح بين (60 الى 70 شيقلا).

نادر طرق بوابة بلدية الخليل بعد منعه من نصب بسطته وسط المدينة، فالتقى رئيسها تيسير أبو اسنينه، ونقل إلينا الحديث الذي دار بينهما "رحت على تيسير أبو اسنينه فقال لي ما مشكلتك، قلت له البسطة. فقال البسطة ممنوع، فقلت ليش؟ فقال البسطة حرام، فقلت اعطيني معاش شهري، فقال خلي ربك يرزقك".

توجه نادر مباشرة الى محافظ الخليل والذي لم يتسنى له لقائه، ليتحدث مع مدير مكتبه دون نتيجة تذكر كما بين أبو دية.

نادر ضاق ذرعاً بعد اغلاق الأبواب أمامه، وبينما كانت الدمعة ترتسم على وجنتيه أخذ يسأل: "انتو بطلتو مسؤولين، مين المسؤول، أشكي لمين، مين بده يسمعني، لمين أحكي، شو أعمل، بسطتي ايدي ورجلي، اذا منعوني، هدول أطفالي الستة خطية في رقابهم".

يقف نادر عاجزاً عن تلبية أبسط احتياجات أطفاله، كما أنه لا يقوى على علاجهم مع أن بعضهم بحاجة لعمليات تتعلق باعوجاج الركب، ومع منعه من نصب بسطته آوقف نادر عند مفترق الموت الحي. لا سيّما أمام أحلام أطفاله.

أطفال نادر، احداهن تتمنى لو أنها تملك لعبة "أدوات المطبخ" وطفل أخر يشتهي أن تتوفر له "دراجة هوائية"، وكلهم يحلمون لو أن لهم بيتاً مريحا مكتملاً ككل الناس.

لكل قاعدة استثناء - كما يقال - فهل يكون نادر وأسرته هذا الاستثناء من قاعدة خطة البلدية، أم أن أحلام الطفولة باتت تعدُ هي الأخرى اعتداءات يجب ازالتها؟.

Loading...