إطلاق فيلم "كتابة على الثلج"
شدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو على أهمية دور السينما كجزء أساسي وأصيل من أدوات الثقافة الفلسطينية، مهمتها تكمن في تسجيل الواقع ليس بغرض التسجيل بقدر التفاعل معه بكل مفرداته وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال مشاركة بسيسو في إطلاق فيلم "كتابة على الثلج" للمخرج رشيد مشهراوي، في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، مساء اليوم، تحت رعايته، وبدعم من الوزارة.
وقال بسيسو: هذا العمل يتناول قضية شغلتنا في فلسطين ولا تزال، منذ الانقسام في حزيران من العام 2007 حتى الآن، بكل ما تبع ذلك من تداعيات على الواقع الثقافي الفلسطيني، والواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني.
وأضاف: من المهم جداً الانتباه إلى خطورة ما يحدث، وإلى خطورى هذا المأزق السياسي الذي وضعنا فيه، وإلى إمكانية البحث دوماً عن مخرج يضمن حقوق شعبنا وحريته، وهنا يأتي دور المثقف في مختلف المجالات، فالانتباه لهذه القضية لفرط مأساويتها، كونها تحدث والاحتلال يحاصر قطاع غزة ولا يزال، هذا الحصار الذي يوازيه حصار من نوع آخر على الضفة الغربية والقدس من خلال الاستيطان، والاستعمار، والتهويد، والإغلاقات المتكررة للمؤسسات الثقافية، وغيرها .. إنها سياسة الاستعمار في تفتيت وجودنا على أرضنا، في محاولة لمحو القدرة الفلسطينية على النهوض بدولة حرة، وعاصمتها القدس الشريف.
وتابع بسيسو: هذه المأساوية التي يرصدها الفيلم في مفارقة ما بين الاحتلال وحربه وعدوانه على شعبنا في قطاع غزة، وما بين مأساوية اللحظة تستحق الانتباه ثقافياً وسينمائياً، وهذا ما قام به رشيد مشهراوي في "كتابة على الثلج"، إذ برع في التقاط هذه المفردات والمتنافضات ليصوغها في بيان سينمائي ثقافي، ما يضيف إلى مسيرته السينمائية والإبداعية، واصفاً الفيلم بلوحة تواصل ما بين فلسطين وعمقها العربي.
يشار إلى أن الفيلم الذي أخرجه مشهراوي عن سيناريو مشترك بينه وبين الفلسطيني إبراهيم المزين، إنتاج فلسطيني تونسي مصري مشترك، ويشارك فيه نخبة من النجوم العرب كالسوري غسان مسعود، والمصري عمرو واكد، واللبنانية يمنى مروان، وكل من عرين عمري ورمزي مقدسي من فلسطين، في حين تم التصوير في الجمهورية التونسية.
بدوره شدد الحبيب بن فرح، سفير تونس لدى دولة فلسطين، على أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين تونس وفلسطين، وهو ما يعكسه الشريط السينمائي "كتابة على الثلج" كإنتاج مشترك بين تونس وفلسطين، واصفاً إياه بواحد من أبهى وجوه التعاون بين البلدين لمبدع سينمائي فلسطيني بارز هو المخرج رشيد مشهراوي، الذي اعتاد دوماً الانحياز لقضية بلاده وشعبه، وهو ما تخلصه أحداث الفيلم، الذي يؤكد الدور الهام للسينما باعتبارها إحدى أهم أدوات نضال هذا الشعب من أجل الحرية والانعتاق، والتعريف بمعاناته وبقضيته العادلة التي شغلت الدنيا وألهمت المثقفين والفنانين من كل أنحاء العالم، مؤكداً أهمية تعزيز الاستثمار الثقافي في فلسطين وتونس، وتعزيز التعاون في المجال الثقافي بينهما.
هذا وكرم الوزير بسيسو والسفير بن فرح المخرج مشهراوي وفريق العمل من الفلسطينيين، قبيل عرض الفيلم.