مصر ترمي بثقلها من جديد في المصالحة وتوقعات بانفراجة

مجددا، ترمي القاهرة بثقلها لإنقاذ ملف المصالحة الفلسطينية المتعثرة منذ توقيع اتفاق اكتوبر.

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري محادثات أمس مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ركزت على تطورات الوضع الفلسطيني والمصالحة، فيما كانت تجري اجتماعات مكثفة قادها رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل مع وفد حركة «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي للحركة إسماعيل هنية، تمهيداً لجمع وفدي «فتح» و «حماس» على طاولة الاستخبارات المصرية، في وقت من المقرر أن يتوجه وفد من لجنة «فتح» المركزية برئاسة جبريل الرجوب إلى غزة لإجراء محادثات مع مسؤولي «حماس» هناك.

لكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد نفى في حديث للاذاعة الرسمية وجود ترتيبات حتى اللحظة للقاء وفد حركة حماس المتواجد في القاهرة، مشيرا إلى ان وفدا أمنيا مصريا سيصل قريباً الى غزة.

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن ملف دمج موظفي حركة "حماس" في مؤسسات السلطة الفلسطينية سيشهد إنفراجة كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بعد توجهات لدى حركة "حماس" بتسليم ملف الجباية لحكومة الوفاق الوطني.

وأشارت المصادر إلى أن استمرار عملية إحالة موظفي السلطة العسكريين والمدنيين سيبقى مستمراً، لحين الانتهاء من دمج موظفي حركة "حماس" المدنيين فقط في هذه المرحلة.

وأكدت أن عملية دمج موظفي غزة تشمل المدنيين فقط، مشيرةً إلى أن دمج الأجهزة الأمنية من اختصاص اللجنة الأمنية العليا المشتركة، والتي تضم شخصيات مصرية.

وقال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، إن وفد حماس الذي يجري مباحثات مع المسؤولين المصريين في القاهرة يحمل رؤية وافكاراً جديدة تتعلق بخيارات انقاذ غزة من وضعها الكارثي، لكن يوسف رفض الحديث عن تفاصيل هذه الأفكار التي يتم نقاشها على ضوء انعدام افق التقدم بالمصالحة، إلا أنه المح أنها تتعلق بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية  في إطار انقاذ غزة. 

وقال يوسف لـ"رايــة"، إن "حركة حماس لم يعد من أولوياتها العودة لصدارة المشهد الفلسطيني وتحمل المسؤوليات بالشكل الذي كان عليه قديمًا، بل أنها تسعى جاهدة لأن يكون هناك شراكة وطنية حقيقية والوقوف بوجه كل من يريد أن يعطل إدارة شؤون قطاع غزة".

وكانت المصالحة قد تعثرت عند حاجز التمكين وملفي الموظفين والأمن، إذ تقول الحكومة إنها تواجه معيقات في عملها بغزة، فيما تحتج حماس أن ملف الموظفين يواجه تهميشا من قبل الحكومة. 

وتبادل الطرفان الاتهامات عبر وسائل الاعلام حول من يقف خلف تعطيل المصالحة. 

القيادي في حركة حماس عاطف عدوان قال لـ"رايـة"، إن المصالحة تسير ببطء شديد وان حركته عملت كل شيء من أجل المصالحة، مشيرا الى ان الكرة الان في ملعب القيادة السياسية في رام الله. 

لكن في زيارة مفاجئة توجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على رأس وفد رفيع من الحركة الى القاهرة قبل أيام.

ويبدو أن الزيارة أفضت إلى تحرك مصري جديد نحو اتمام المصالحة، خاصة بعد أنباء عن تراجع هذا الدور في اعقاب اقالة رئيس المخابرات المصري خالد فوزي، الذي اشرف على توقيع اتفاق القاهرة في اكتوبر 2017.