مأساة لا تنتهي
الزحف نحو معبر رفح
غزة – راية: سامح أبو دية
بدأ آلاف المواطنين بالزحف نحو بوابة معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، أملا في الحصول على فرصة للسفر، في ظل الاغلاق المستمر منذ سنوات.
وأعلنت السلطات المصرية ظهر أمس الأربعاء، بشكل مفاجئ، عن فتح معبر رفح لمدة 3 أيام استثنائيا، ابتداء من ظهر أمس وحتى الجمعة، لسفر وعودة المواطنين.
آلاف المسجلين للسفر من الحالات الانسانية مثل "المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات" انطلقوا باتجاه المعبر فور سماعهم نبأ فتحه، آملين بقضاء حوائجهم الإنسانية، وبعضهم ينظر للمعبر على أنه "فرصة للحياة" لاسيما المرضى منهم.
مشهد آلاف المواطنين المصطفين خارج بوابة المعبر "نساء وأطفال وشيوخ"، والعدد الصغير الذي تمكن من السفر؛ تلخص المعاناة والمأساة التي يعانيها الغزيون منذ سنين.
وفي إحدى المشهد أمام المعبر، اضطرت بعض العائلات للمبيت أمام بوابة المعبر، في انتظار السفر عبر معبر رفح، الأطفال افترشوا الأرض وأشعلوا النار لتدفئة أجسادهم في ظل البرد الشديد هذه الأيام.
وفي مشهدٍ آخر غريب وجديد كليا، لم تتمالك سيدة فلسطينية أعصابها، وقررت أن تتسلق بوابة معبر رفح للسماح لها بالسفر.
وتفتح السلطات المصرية معبر رفح بين الفينة والأخرى لأيام معدودة، يتمكن خلال مدة فتحه؛ مئات المواطنين - الحالات الانسانية – من السفر.
في اليوم الأول من فتح معبر رفح البري أمس، لم يتمكن سوى 80 مواطنا فقط من السفر وتجاوز المعبر، بينهم 60 طالبا و10 مرضى و 8 مرافقين، فيما أرجعت السلطات المصرية اثنين من المسافرين.
وبلغ عدد العالقين في الجانب المصري الذين تمكنوا من العودة للقطاع؛ 56 مواطنا فقط.
بعض المواطنين العالقات في قطاع غزة، مضى على تسجيلهم للسفر مدة تتجاوز عام أو أكثر، مناشدين السلطات المصرية بتمديد فتح المعبر لأيما اضافية، وفتحه باستمرار ليتسنى لأكبر عدد من العبور وقضاء حاجاتهم المختلفة.
آخر مشاهد المأساة تجلت في عيون مئات الزوجات عالقات في قطاع غزة، ولم يتمكّن من الالتحاق بأزواجهن في الخارج، بعضهن يواجهن مخاطر عديدة على مستوى الأسرة كالخوف من "الطلاق أو زواج الزوج أو ضياع مستقبل الأبناء"، والبعض يواجه حقيقة الفراق الى الابد "موت أحدهم".
رئيس لجنة العالقين في معبر رفح، طالب السلطات بفتح المعبر بشكل كامل، معتبرا أن مدة ثلاثة أيام "لا تكفي لخروج العدد الكافي من المواطنين".
كما ناشد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمؤسسات الحقوقية، بالضغط والعمل على إنهاء معاناة آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبين أن الآلاف يريدون مغادرة القطاع دون عودة؛ بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى وجود قرابة 28 ألف شخص مسجل لدى هيئة المعابر من أجل السفر.
وحذر من أن "الانفجار قادم لا محالة، وسيصل الجميع وليس في غزة"، مضيفا: "نحن في غزة وصلنا إلى تحت الصفر، لا تحكموا علينا بالموت البطيء".
يشار الى أن وزارة الداخلية بغزة، أعلنت أن أولوية السفر عبر معبر رفح اليوم الخميس، ستكون للحافلات الثانية والثالثة المُرجعة من كشف أمس، حيث لم يغادر منها اليوم سوى حافلة واحدة فقط، ومن ثم مغادرة باقي حافلات كشف اليوم التي لم يتم المناداة عليها.
ونوهت الوزارة إلى أن الأولوية بعد ذلك ستكون للواردة أسماؤهم في الكشف المرفق أدناه، وهم جزء من كشف اليوم الثاني من حافلة رقم 1 حتى حافلة رقم 5.