زاوية 90
مدير الأونروا لـ"راية": لدينا ثلث الميزانية والتمويل يكفي لمنتصف العام
خاص- رايــة: اجرى الحوار سامح ابو دية-
قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة ماتياس شمالي، إن ما تسلمته الوكالة من الولايات المتحدة الامريكية هو 60 مليون دولار فقط من أصل 350 مليون كانت تساهم بها.
وأضاف شمالي في حوار لحلقة "زاوية 90" على شبكة رايـة، أن ما يقلق الأونروا هو اعتقاد الولايات المتحدة "أنه يمكننا الحصول على مزيد من التمويل اذا ما قامت السلطة الفلسطينية الذهاب الى طاولة المفاوضات".
وأوضح أنه لم تصلهم أي تهديدات أمريكية بتقليص مبلغ 60 مليون دولار الذي حصلت عليه الاونروا، مشيرا الى أنه لم تقم أي دولة أخرى بتقليص الدعم الموجه للوكالة.
كما أشار الى أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحتل المرتبة الاولى في دعم الأونروا وهي أكبر داعميها رغم التقليص الكبير في التمويل، بالإضافة الى أن دولة السويد هي أيضا من أكبر الداعمين "تدفع حوالي 60 مليون دولار".
وتابع شمالي: "يجب أن نميّز بين الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين ومنها (الصحة والتعليم) وبين الخدمات الطارئة التي نقدمها"، لافتا الى أن لديهم الآن ثلث الميزانية العامة فقط.
وأشار الى أن الأونروا تستطيع أن تستمر في تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة لنصف العام الحالي - أي حتى شهر يونيو 2018 -، مضيفا: "ما يقلقنا حاليا هو ماذا يمكننا أن نفعل فيما بعد ذلك الوقت".
وأكد ان هناك نقص في تمويل الاغاثة الطارئة قدره 90 مليون دولار، منوها الى أن ما يقلق الأونروا وبشدة هو عدم تأكدهم من امكانية البدء بشراء المستلزمات الغذائية اللازمة التي توزعها على اللاجئين الفلسطينيين لدورة التوزيع الثانية التي تبدأ في شهر أبريل المقبل وتنتهي في شهر يونيو.
وقال مدير عمليات "أونروا" إن الوكالة ستكون في ورطة كبيرة وقد تتخذ اجراءات في اتجاه عدم قدرتها على الاستمرار في توزيع المساعدات الغذائية أو النقص فيها؛ اذا لم تتمكن الوكالة من ايجاد مصادر تمويل تغطي مبلغ الـ 90 مليون دولار التي كانت تتسلمها من الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية المساعدات الطارئة وتوزيع المساعدات الغذائية فقط.
وأعرب شمالي عن أمله أن تستطيع الأونروا ايجاد مصادر تمويل جديدة حتى تتمكن من سد الفجوة في التمويل التي احدثها التقليص في المساعدات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالحملة العالمية التي أطلقتها الوكالة قبل أيام "الكرامة لا تقدر بثمن" للتبرع والتمويل، أوضح أنه من المبكر الحديث عن نتائج الحملة حاليا، فيما قال إنه "ليس هناك مبالغ كبيرة كنتيجة للحملة "هناك تبرعات بسيطة من أشخاص وأفراد".
وبين شمالي أن العجز المالي الذي تم حمله من العام الماضي للعام الحالي كان يقدر بـ 50 مليون دولار، وهذا بناء على تقديرات 2015 – 2016، مشيرا الى أن العجز الذي كان في عام 2016 قام بتغطيته كل من السعودية والكويت والامارات.
وتابع: "هذا العام لم نحصل على أي تمويل وبالتالي ما تم حمله من 2017 الى 2018 هو 50 مليون دولار، يضاف عليه العجز المالي الناتج عن التقليص الامريكي".
وكشف أن مجمل ما تحتاجه الاونروا هو 240 مليون دولار للاستمرار في تقديم الخدمات الاساسية، بالإضافة الى 90 مليون للاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية، ما يعني أنها بحاجة الى قرابة "330 مليون دولار".
وشدد شمالي على أن الاونروا مستمرة في تقديم الخدمات الاساسية والمتعلقة بالمدارس والتعليم والصحة، ومستمرة في توزيع المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين، مضيفا: "اذا لم تتمكن الوكالة من الحصول على مبلغ 90 مليون دولار لشراء المستلزمات الغذائية قد يتأثر توزيع المساعدات، واذا لم نتمكن من الحصول على 240 مليون دولار فقد تتأثر الخدمات الاساسية مثل الصحة والتعليم خلال الثلاثة أشهر الاخيرة من العام الجاري".
وفيما يتعلق بالموظفين، قال إن الوكالة تحتاج الى المال لتتمكن من دفع رواتب موظفيها، وأوضح: "اذا استمرت الاوضاع المالية في تردٍ ولم نحصل على مصادر تمويل، فقد نتخذ اجراءات صعبة تكون بألا يتمكن الموظفين من الاستمرار في عملهم".
وأضاف مدير عمليات الأونروا، أن الادارة تعمل جاهدة لاستقطاب الاموال لتتمكن من دفع رواتب الموظفين والاستمرار في تقديم الخدمات، معتبرا أن السبب الوحيد الذي يدعو الأونروا لإنهاء عملها وتسريح الموظفين هو "حصول القضية الفلسطينية على حل شامل وعادل".
وكشف شمالي أن الأونروا اضطرت حاليا لوقف برنامج خلق فرص عمل "البطالة"، ويعود السبب الى أن تمويل هذا البرنامج يأتي من المناشدة الطارئة التي تعاني من نقص.
وفي هذا الشأن، أوضح أن العاملين على بند العقود "البطالة" مستمرين في العمل، ولكن لن تقوم الأونروا بإصدار عقود جديدة في هذا الوقت.
وفيما يتعلق بأقاليم الوكالة الأكثر تأثرا بالأزمة، بيّن ماتياس شمالي أن الأشياء المتشابهة بين غزة والضفة وجميع مناطق العمليات هي الخدمات الاساسية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين، واذا لم يتوفر التمويل ستتأثر هذه الخدمات في جميع المناطق.
وأشار الى أن الاختلاف يكون في توزيع المساعدات الغذائية، والمال مقابل العمل، مضيفا "يختلف ذلك من اقليم الى آخر".