على خطى السعودية
لأول مرة.. النساء في مدرجات ملاعب كرة القدم بغزة
على خطى ما حدث في السعودية مؤخرا، سيكون قطاع غزة على موعد مع حدث غير اعتيادي عصر اليوم الأحد، مع دخول النساء الى عالم كرة القدم من بوابة المشاهدة والتشجيع من داخل المدرجات المخصصة للجماهير في ملاعب كرة القدم، وذلك لأول مرة.
وستتمكن المرأة أخيرا؛ من مشاهدة مباريات كرة القدم من داخل المستطيل الأخضر بعدما قرر نادي خدمات النصيرات تخصيص مدرج للنساء ليتمكنّ من مشاهدة مباراة الفريق اليوم الاحد، أمام فريق نادي الجلاء ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى بغزة.
ويعتبر نادي خدمات النصيرات وسط قطاع غزة، من أكثر النوادي الرياضية اهتماما بالرياضة النسائية في قطاع غزة، وهو الوحيد في قطاع غزة الذي يمتلك فريق كرة قدم نسائي وفريق آخر لكرة اليد، وتمارس تلك الفرق التدريبات باستمرار.
وعن تطور الفكرة وصولا لتطبيقها، قال رئيس مجلس ادارة نادي خدمات النصيرات فريد أبو يوسف، إن لاعبات النادي طالبن بتمكينهن من مشاهدة المباريات من الملعب، ثم وصل الأمر لمطالبة أمهات اللاعبين بذلك.
وأوضح أبو يوسف، أن ادارة النادي تعرضت لضغط عام من أجل الموافقة على توفير مكان للمرأة لحضورها المباراة، مشيرا الى أنه جرى الموافقة على تخصيص المدرج الشرقي لملعب النصيرات البلدي للنساء.
وأشار الى أن النادي مهتم بنجاح هذا الحدث الأول من نوعه في قطاع غزة، مضيفا: "المرأة اليوم تمارس الرياضة وهو حقها الطبيعي في المشاركة والمشاهدة".
ويعتبر المكان المخصص للنساء في الملعب منفصلا تماما عن الجماهير، ولا يعتبر مختلطا اطلاقا، فيما جرى الترتيب لتنظيم الأمر والتنسيق مع الشرطة والبلدية، وفق ادارة النادي.
وعن حجم الحضور والمشاركة، توقع أبو يوسف أن يكون كبيرا، "رغم وجود بعض المعارضين للأمر، الا أننا نسير في الطريق الصحيح"، متمنيا أن تخرج الفكرة بمظهر جميل وايجابي.
عدد كبير من النساء أكدن حضورهن لتعزيز دور المرأة في المشاركة في كافة المجالات حتى الرياضية، فيما اعتبرت بعض النساء أن ذلك حق طبيعي لا نقاش فيه، مع المحافظة على الآداب العامة والأخلاق والنظام.
إحدى النساء المهتمات اعتبرت أن ممارسة النساء لرياضة كرة القدم أو حتى التشجيع؛ لم تعد حكرا على الرجال، "بعد اقتحام الفتاة الغزية لعالم الرياضة وحصولها على المراكز المتقدمة في نشاطات عديدة".
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أعرب عن دعمه لتطبيق خطوة المشاركة النسائية في ملاعب كرة القدم، معتبرا أن المرأة عنصر أساسي ووجودها في الحركة الرياضية يزيدها زخمًا.
وقال إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد، "اننا مع فكرة وجود العنصر النسائي في المدرجات، وهو أمر يشرف الحركة الرياضية ككل"، مشيرا الى أنه "لا تمييز بين الرجل والمرأة في كافة المجالات والنشاطات لاسيما الرياضية".
وأعرب أبو سليم عن أمله في التزام الجماهير بالأخلاق الحميدة السائدة في مجتمعنا.
أما الكاتب والناقد الرياضي خالد أبو زاهر، قال إنه لم يكن هناك ضرورة للإعلان عن تخصيص مدرج كامل للعائلات في ملعب النصيرات البلدي لحضور المباراة، "الأمر كان بالإمكان التعامل معه بشكل طبيعي دون تضخيم".
وأشار أبو زاهر الى أنه لم يكن هناك قرار في الأصل يمنع دخول العائلات إلى الملاعب الفلسطينية، بدليل حضور أمهات وزوجات لاعبين على مدار المواسم الخمس الماضية، "وكان الأمر طبيعياً".
وأضاف: "حتى في التسعينات دخلت أمهات وزوجات لاعبين إلى الملاعب وإن كان بشكل خجول ونادر الحدوث، إلى جانب دخول صحفيات للقيام بعملهن الصحفي على مدار الموسم".