الحذر واجب والهدوء ضرورة
الفلسطيني يشعر بالقلق والخطر بعد اعلان ترمب المشؤم، ويعيش خوف حاد أمام خطوات حكومة الاحتلال المتسارعة في الاستيطان ومجموعة القرارات لضم القدس والضفة الغربية، وفرض الامر الواقع، والاستعداد الرهيب لشن عدوان على قطاع غزة، فضلا عن تزايد المشاريع والقرارات العنصرية للتضييق على الفلسطينيين في داخل الخط الاخضر، كلها خطوات تستوجب الحذر.
وترجمة الحذر تتمثل في تصليب الجبهة الداخلية بوحدة القرار وترك الخلافات، وبداية ذلك تبدأ من حماية الاجماع على أهمية قرارات المجلس المركزي، وتحويل هذه القرارات الى خطوات عملية من خلال إزاحة المناكفات وإزالة التناقض الداخلي، لأنه لا يمكن الشروع في مواجهة سياسية وقانونية وشعبية مع الاحتلال في ظل أجواء عدم الثقة والمناكفات من أجل المناكفات.
ورغم المخاطر الكبيرة والتي لا تُعد جديدة على شعبنا، مطلوب أيضا الحذر من الانجرار الى مرمى نيران الاحتلال، ورغبته في فقدان الأعصاب والتوتر ليتمكن من إيجاد مبررات لاستخدام البطش والتنكيل، وهنا الهدوء لا يعني الاستكانة والاستسلام انما الحكمة في مقارعة الاحتلال والذهاب نحو المواجهات التي تحقق نقاط جديدة لصالح الحق الفلسطيني، وتقليل الخسائر قدر الإمكان.
حكومة اليمين المتطرفة ذات طابع دموي واضح من خلال التعليمات الى جنود الاحتلال، والممارسات الدموية عندما حذر وزير الحرب الاسرائيلي السابق موشي يعلون "من أن يصبح جيش الاحتلال مثل داعش، إذا كان السياسيون الاسرائيليون هم من يضع قواعد إطلاق النار"، انها حكومة المستوطنين ذات النهم الاستيطاني الخطير والمتسارع، ليتضح أن دم الفلسطيني وأرضه هدف للاحتلال المحمي بالقرارات الامريكية.
كل ما سبق يؤكد أهمية الحفاظ على التقدم نحو المحافل الدولية ومحاصرة الاحتلال، والذهاب باتجاه كل المنصات القانونية لمحاكمة قادة الاحتلال، فضلا عن المساحات الدولية المفتوحة أمام مقاطعة الاحتلال وصناعاته، وفضح الشركات العاملة في المستوطنات، وعلى الأرض زيادة الحركة الشعبية الضاغطة، وأهم من كل ما سبق التعجيل في اجتماع المجلس الوطني كبرلمان فلسطين، وتجديد الدماء فيه والحرص على مشاركة كل الأطياف الوطنية، فالتنازل لشركاء الوطن يعزز الممانعة في مواجهة الاحتلال، انها لحظة الحقيقة.