خاص
فتاة من الخليل تصنع قصة نجاح من قصاصات الورق
رايــة: طه أبو حسين-
من "عجائب الورق"، صنعت الفتاة فادية زاهدة قصة خاصة مع الورق، بدأت تتشكل ملامحها الأولى عام 2012، ووجدت قصاصات الورق بألوانها المختلفة، مساحة واسعة لتفريغ طاقتها السلبية التي شُحنتْ فيها خلال معترك الحياة التي عايشتها.

"بدأت كهاوية، وشعرت نفسي بالورق، من هم حولي استغربوا عملي، ولم يأخذوه بجدية، لكني بقيت مؤمنة بنفسي، وطورت موهبتي أكثر، وشاركت بالمعارض والمؤسسات حتى استطعت إظهار فني" قالت فادية.

بينما كانت فادية تشكل بالورق عروسا وعريسا لحفلة زفاف، قالت "الورق كان سببا بعودتي للجامعة بعد انقطاع عشرة سنوات، وخلالها شاركت في مسابقات كثيرة، حصدت في معظمها على المراتب الأولى، آخرها مشروع (جدارة) الذي يعمل على احتضان المشاريع الصغيرة، وحظيت بتمويل جيد، جعلني أفتح هذا محل (عجائب الورق) الذي كان بمثابة حلم بعيد بالنسبة لي، لكنه أصبح حقيقة اليوم".
تعمل الفتاة على صناعة مجسمات وأدوات زينة ورقية من كل ما يخطر بالبال، وتبدو منتجاتها فريدة من نوعها بدقتها وتناسقها.

لم تشعل فادية الدرب أمامها فقط في عجائب الورق، بل كانت بمثابة فتيل أضاء الطريق أمام غيرها، بعدما أصبح فريقها مكوناً من خمس صبايا، والعدد مؤهل للزيادة في ظل تزايد الطلب على منتجاتها.
"الورق حياتي، وهو بالنسبة لي كل شي، أنا أحبه جدا، وكل أحد يراني يقول (هذه صاحبة الورق)، فالورق أنقذني، وهو الذي وقف بجانبي، وهذا الورق وفّر لي ورق آخر (المال) لأصرف على نفسي وأأسس هذا المحل" قالت فادية.

فادية إنسانة طموحة، معطاءة، تحب الحياة والسعادة، كما عبرت عن نفسها "أنا أعمل فيه بكل مزاجيتي، بالغضب والفرح، لكن الورق يشعر بي، فالأشياء تخرج مني بروح حلوة، لأني أرى نفسي فيها، فأنا اخرج أشياء جميلة حتى وأنا زعلانة".
"أنا حققت انجازا كبيرا، وربي سخر لي أشخاص أناروا دربي"، تقول فادية.
"عملي جدا مميز لأني أخرجه بحب وروح حلوة، فأنا أطمح للعالمية، وأسعى ليكون هناك فروع أخرى لعجائب الورق، وأسعى بأن يكون هذا الفن منهاجا دراسيا، واقترحت ذلك على وزير التربية واتفقنا بأن أعطي دورة تدريبية للمدرسات، ليكنّ جسراً للطلبة"، تضيف فادية بينما تواصل صنع عجائبها من الورق.




