خاص
بين "صعبة" و"منهارة".. ما مصير المصالحة؟
رايـة- عامر أبو شباب-
تشهد المصالحة الفلسطينية تعثراً أمام الخلافات المعلنة حول تفاصيلها الكثيرة، مع صعود ملف القدس جراء الاعلان الامريكي وتفاعلاته الدولية والفلسطينية واشتعال هبة شعبية واسعة رفضا للقرار الأمريكي.
وعاد الاحباط لملف المصالحة جراء التصريحات المحذرة من انهيارها، أو الاعتراف بصعوبتها لكن ذلك لا ينفي استمرار جهود تفكيك ازماتها الممتدة، مع تدخل الراعي والضامن المصري حيث من المتوقع أن يزور القاهرة قريبا رئيس ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد.
وعزا عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح اللواء المتقاعد رياض حلس بطئ المصالحة إلى عدم تمكين الحكومة في قطاع غزة، وعدم تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير، ورفض تحويل الجباية للحكومة.
واعتبر اللواء حلس لـ"رايــة"، أن "طرد الموظفين القدامى من وزارتهم من قبل حركة حماس، وعدم السماح لأخرين بالعودة لعملهم من أسباب تأخير المصالحة"، فضلا عن الانشغال الوطني بالتطورات السياسية بعد قرار ترمب واشتعال الهبة الجماهيرية رفضا لإعلانه المشؤوم.
وأوضح حلس أن لدى حركة حماس رؤية تجاه المصالحة تنحصر في رفع الاجراءات مرة واحدة، فيما ترى السلطة وحركة فتح أن المصالحة تتم بالتزامن بين تمكين الحكومة ورفع الاجراءات المفروضة خطوة بخطوة.
وشدد على أهمية تمكين الحكومة من أجل أعادة بناء المؤسسات، واستكمال اعادة الاعمار، وحل الأزمات الاقتصادية عبر ممارسة صلاحياتها والقيام بدورها على غرار عملها في الضفة الغربية.
يذكر أن دعا رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الشعب الفلسطيني لإنقاذ مشروع المصالحة من الانهيار، قبل أن "يعض الجميع أصابع الندم"، مضيفا في لقاء مع الشباب في مدينة غزة يوم الخميس: "من لا يرى أن المصالحة تنهار فهو أعمى".
من جهته قال الرئيس محمود عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة: "أعلم أن المصالحة صعبة وأمامها عقبات كثيرة، لكن نحن مصممون على الوصول للمصالحة؛ لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني".
بدوره قال الكاتب والباحث السياسي د. علاء أبو عامر أن ترسبات 11 عاما من الانقسام لا يمكن حلها بخطوة واحدة سريعة، وتحتاج الى تفكيك بشكل بطيء جدا حتى تترسخ، في ظل الخلافات الكبيرة بين الطرفين في نظرتهم الى الاجراءات وسرعتها وادارة ملفي الموظفين والأمن وتسليم الوزارات.
واعتبر أبو عامر في حديث لـ"رايـة"، أن كل القضايا المطروحة هي قضايا اجرائية لا يمكن أن تؤدي إلى تدمير المصالحة، رغم حالة الاستعجال من طرف أو آخر، و"وجود أشخاص متنفذين يسعون الى تخريب المصالحة لأنها تؤثر على مصالحهم التي بُنيت طوال سنوات الانقسام"، حسب قوله.
وقال إن المصالحة مستمرة ولا تراجع عنها، رغم تباطؤها جراء أحداث القدس وعدم التركيز عليها بشكل كامل. مؤكدا أن المنطق يتطلب انجازها لمواجهة الحملة الامريكية والاسرائيلية، مع ضرورة عدم تشتيت الشعب الفلسطيني واضعاف نضاله.
ونوه أبو عامر الى أن الجانب المصري لن يسمح بتعثر المصالحة التي يرعاها ويضمنها.
وتوقع أبو عامر أن تشهد المرحلة القادمة تقدما في كثير من الملفات التي توصف بالعالقة، كونها مصلحة فلسطينية وطنية عليا لبناء برنامج وطني جديد يواجه التطورات الاخيرة عبر تبني برنامج وطني فلسطيني يكون الكل الوطني شركاء وفعالين ومساهمين في تحقيقه.