خاص
أبو ثريا.. شهيد بنصف جسد
"شهيد بنص جسد" هكذا وصف الشهيد إبراهيم أبو ثريا، الذي استشهد على كرسيه المتحرك حاملًا علم فلسطين خلال مواجهته لقوات الاحتلال على حدود غزة الشرقية، رفضا لاعتبار القدس عاصمة لـ "اسرائيل".
يبدو أن جنود الاحتلال لم يتحملوا قوة وعزيمة الشهيد أبو ثريا (29 عاما)، فقرر أحد قناصة الاحتلال قتل تلك العزيمة برصاصة غادرة؛ معتقدا أنه "سينتزع حب القدس" ممن حوله، أو يرعبهم بفعلته.

رغم اصابته السابقة التي أدت لفقدانه نصف جسده، فلا تكاد تخلو تظاهرة أو موعد مع مواجهة قوات الاحتلال؛ من حضوره اللافت حاملًا علم فلسطين فوق كرسيه المتحرك، وفي كل حضور كان يتقدم نحو الجنود دون خوف أو تردد.
ظهر يوم الجمعة، كان آخر مشاركاته النضالية، خرج بنصف جسده، يمشي على قلبه نحو القدس، ليتحدى بإعاقته الجنود المدججين بأعتى الأسلحة، مرددا "هذه الأرض أرضنا" ثم سقط بعدها بدقائق معدودة برصاص قوات غادرة.

من بيته البسيط في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حمل ابراهيم العلم الفلسطيني ولملم قوته وعزيمته وخرج يهتف "القدس عاصمة فلسطين" غير مهتم بما قد يصيبه هناك، فاستشهد بصرخة "القدس لنا وهي قلبنا وفي دمنا" ليرحل في عيون القدس.
الشهيد أبو ثريا، ظهر في مقطع فيديو قبل استشهاده وهو يحمل العلم الفلسطيني ويردد المتظاهرون خلفه هتافات من بينها "باب الأقصى من حديد ما بيفتحه إلا الشهيد".

وخلال المشاركة في المظاهرات على حدود قطاع غزة، قال أبو ثريا، "أوجه رسالة للجيش الإسرائيلي.. هذه الأرض أرضنا ولن نستسلم أبدا.. يجب على أميركا أن تسحب قرارها".
صرخة أبو ثريا وهو قريب من السلك الفاصل؛ أخافت هؤلاء الجنود المختبئين خلف التحصينات، فأطلقوا رصاصة على رأسه بشكل مباشر ليرتقي شهيدا.
وكان الشاب أبو ثريا قد اصيب عام 2008 في قصف اسرائيلي في غزة، أدى الى بتر قدميه، واستشهاد أصدقائه السبعة، وبعد أن تلقى العلاج أصبح يعمل في غسيل السيارات تارة، وفي بيع بعض الحاجيات تارة أخرى، في تحدٍ واضح للإعاقة والظروف التي تعرض لها.

