بالفيديو..أمراء السعودية يفترشون الأرض في أفخم معتقل
تحول فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، نهاية الأسبوع، إلى أفخم معتقل في العالم، علما أن الفندق، وهو من فئة خمسة نجوم، كان المفضل على أصحاب الثروة وأبناء العائلة المالكة في السعودية. وكا قد نزل فيه، سابقا، الرئيسان الأميركيان دونالد ترامب وباراك أوباما.
ويحتجز اليوم في الفندق، ضمن المحتجزين، عدد من كبار المسؤولين السابقين في المملكة، والذين تم عزلهم بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.
وأظهر شريط فيديو "الصالة ب"، في الفندق وهي مرصوفة بالفرشات والحرامات الملونة، بينما يقف الحراس في الخلفية. وتبين، بحسب الشريط، أن التصوير كان في ساعات الصباح المبكرة، من يوم أمس الأول الإثنين، في الصالة التي تتسع لنحو 1400 شخص جالسين، ونحو 2000 وقوفا.
وفي موقع الفندق على الإنترنت كتب أنه "بسبب ظروف مؤسفة، فإن خطوط الهاتف وشبكة الإنترنت ستكون مقطوعة حتى إشعار آخر".
وكتبت صحيفة "ذي غارديان"، في افتتاحيتها، الثلاثاء، أن ما يقوم به ولي العهد السعودي يشكل "انقلابا بطيئا"، وفي الوقت نفسه فتح جبهة جديدة على إيران من خلال التعجيل باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري.
وأضافت أن ولي العهد (33 عاما) يعد نفسه للجلوس على العرش، فلجأ إلى الزج بعشرات الأمراء من آل سعود خلف "القضبان المذهبة"، بهدف تركيز جميع السلطات بيد الملك.
ووصفت الصحيفة بن سلمان بأنه عديم الخبرة لأنه يخوض حروبا عدة في وقت واحد، وتشير سياساته الخارجية المضطربة بخصوص اليمن وسورية وقطر، إلى ميله لاتخاذ قرارات متسرعة وفجة. كما أنه يسعى الآن إلى العبث بالتوازن الدقيق للقوى في لبنان.
وبحسب الصحيفة فإن أعداء بن سلمان هم الإخوان المسلمون وإيران، أما أفضل صديق له على الصعيد الدولي فهو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يسعى إلى إدراج أسهم شركات النفط السعودية في البورصات الأميركية.
وتأتي هذه الاعتقالات بعد تكليف بن سلمان بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد ذات صلاحيات اعتقال ومصادرة ممتلكات. وشملت ثلاثة من أغنى رجال الأعمال، علما أن السعودية، التي تعتبر واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تحتل المرتبة الأخيرة من ناحية الشفافية في الموازنة.
يشار في هذا السياق إلى أن العائلة المالية متهمة باختلاس مبالغ ضخمة من الأموال العامة، حيث أنفق الملك نحو 100 مليون دولار في عطلة في المغرب مؤخرا، بينما اشترى ابنه يختا بقيمة 500 مليون دولار.
واعتبرت الصحيفة أن "ما يقوم به ولي العهد السعودي، هو استخدام للوسائل الاستبدادية، فقراراته لم تأت بشكل جماعي، كما جرت العادة في العائلة المالكة السعودية. سيكون من الأفضل أن تكون لدى السعودية سياسة أكثر تجاوباً، واقتصاد ديناميكي متحرر من اعتماده على النفط. لكن ولي العهد لا يبدو أنه جاد في تحقيق هذه الأهداف، فهو يسعى للوصول إلى العرش فقط".
"نيو يورك تايمز" "ذا غارديان"