خاص
أم صالح تنشد مصير نجلها المُغيّب
رايــة: مجدولين زكارنة:
قبل ستة شهور كان العمل والبيت مقصدا صالح عمر صالح لكن تلك الأمكنة خلت منه وقُلبت حياته وعائلته رأساً على عقب.
أصيب صالح في 26 ابريل من العام الجاري برصاص جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز حوارة جنوب نابلس.
الرصاصات اخترقت ظهره وصدره وبطنه، بعض وسائل الاعلام حينها قالت انه استشهد متأثرا بإصابته لتبدأ عائلته بالبحث عنه بين عناوين الأخبار وفي المؤسسات الحكومية والاهلية لشهرين متتاليين، لمعرفة معلومة أكيدة واحدة عن مصير نجلها.
شلل نصفي واستئصال للقولون وتلف في واحدة من رئتيه والتهاب في البول وعمليات عدة لا زالت مفتوحة في جسد الشاب الذي يرقد مصابا أسيرا في مشفى سجن الرملة الاسرائيلي.
والدة الأسير المصاب تمضي اوقاتها في مطاردة أي أمل يمكن من خلاله ادخال طبيب لزيارة ولدها.
وتقول: لم تفلح محاولاتي في ادخال طبيب لولدي.. ادارة السجون رفضت.
خضع الأسير صالح الى التحقيق وهو طريح الفراش وتحت تأثير البنج بعد أيام من اجراء عمليتين له ولا يعرف الأسير ما جرى معه خلال التحقيق لكن ادارة السجون قالت انه اعترف خلال التحقيق بنيته تنفيذ عملية طعن ضد جنودها وعلى اثره طالبت بسجنه لمدة 25 عاما.
ويحاول محامي الأسير عقد صفقة مع ادرة السجون لحكم أقل.
وينحدر صالح من مخيم بلاطة شرق نابلس وفي الأسر أتم عامه الـ 21.
تقول الأم لـ"رايـة": زرته خلال الستة شهور مرتين فقط والآن مرفوضة أمنيا انا واولادي ولا استطيع زيارته، رأيته من خلف الزجاج الذي فصل بيني وبينه.. جرح عميق شق كل بطنه ولا زال أخضرا.
"أفعلوا أي شيء.. أريد الخروج"، قال الإبن لوالدته خلال آخر زيارة.
طالبت الام لجنة الصليب الاحمر بكرسي متحرك لولدها ولا تدري ما اذا كانت قد توفرت له أم لا فهي لم تزره بعد.
ويحتاج الاسير الى اجراء صورة رنين مغناطيسي لمعرفة وضعه الصحي بالتفصيل بعد العمليات التي خضع لها في الاسر.
ويواجه الأسير خطر الشلل الكلي بحال تحركت تلك الرصاصة الكامنة في ظهره :"لم يخضع لعملية في الظهر فإذا تحركت الرصاصة سيصاب بالشلل الكلي" تقول الأم والخوف يبدو طاغياً عليها.
كان صالح معيل البيت من خلال عمله في مطعم بعد ان ترك المدرسة في الصف العاشر عقب أسره في سجون الاحتلال أول مرة قبل ثلاثة سنوات بتهمة القاء الحجارة على جنود الاحتلال.
تقول لجنة "الصليب الأحمر" ان صالح غير مسجل على قوائم الأسرى لديها لكنها ستحاول زيارته في اقرب فرصة فيما يتابع محاميان من هيئة الاسرى قضية صالح ولكن الام التي تحول صُلب عينها الى اللون الاحمر قلقة جدا هذه الفترة على ولدها: "ليس بيدي فعل أي شيء.. إنه احتلال".