خاص
رعب الولادة بقلقيلية.. "الاونروا وأيد فلسطينية" في دائرة الاتهام
خاص- رايـة: مجدولين زكارنة-
تُجبر النساء الحوامل في قلقيلية عند ساعة المخاض ان يلزمن بيوتهن بمصاحبة آلام الولادة الى حين انفجار كيس "السائل الأمنيوسي" -المحيط بالجنين ويحمي الطفل داخل الرحم- حتى تتاح لهن فرصة الولادة داخل مشفى الوكالة في قلقيلية الذي يرفض توليد النساء منذ قرار اغلاقه قبل شهر من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" الا في حالات الطوارئ.
انها الوسيلة الوحيدة للنساء في قلقيلية لفرصة ولادة امنة داخل مشفى الوكالة.
أكثر من شهر مر على اغلاق مشفى الوكالة في قلقيلية التي يقطنها اكثر من 40 الف لاجئ جميعهم يقصدون المشفى المغلق للتداوي.

وكالة الغوث قالت ان الاغلاق جاء على خلفية وفاة جنين اثناء ولادته في المشفى وفي بيانها افادت ان الاغلاق سيستمر لحين انتهاء التحقيق في الحادثة.
ويرفض اهالي محافظة قلقيلية قرار الاغلاق كما ترفضه وزارة الصحة الفلسطينية التي دعت الاونروا الى اعادة افتتاح المشفى وقالت: "من واجب الوكالة الإبقاء على عمل المشفى في تقديم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين حسب القوانين والقرارات الدولية".

ويحتشد المئات من الأطفال في ربيعهم السادس بشكل يومي امام مشفى الوكالة الذي ولدوا فيه، ويقول ابائهم ان قرار الاغلاق "تنفيذا لرغبات اسرائيلية بأيدي وكالة اونروا".
مشكلة اغلاق المشفى تزداد تعقيدا والحلول لاتلوح في الافق الذي بدا معكرا بسبب أذرع كثيرة كلها ساهمت في المشكلة بقصد او بدون قصد وفقا لما افاده دكتور صبري ولويل رئيس اللجنة الشعبية لللاجئين في قلقيلية.

ولويل قال لـ"رايــة"، ان الوكالة غيرت من مهامها التي حددتها الجهات الدولية وقالت خلال اجتماعاتنا مع مسؤوليها انها تبحث عن شريك ثالث لادارة المشفى الامر الذي يتعارض مع القوانين الدولية التي لم تفوض جهة اخرى لادارة شؤون الللاجئين.
وتغلق الاونروا اقسام النسائية والتوليد والجراحة العامة وأنف اذن حنجرة وتبقي على قسم الطوارئ، لكن ولويل اكد لنا ان قسم "أنف اذن حنجرة" التي اوردته في تقريرها بأنه أغلق قبل شهر، هو اساسا مغلق منذ ثلاثة اعوام.

ويؤكد ولويل ان مشكلة المشفى متشعبة والمقصرين في حلها أطراف عدة منها فلسطينية.
"لم نتلقى اي مذكرة رسمية من دائرة شؤون الللاجئين تشرح حيثيات اغلاق المشفى من ابعادها الخدماتية والسياسية، كما ان المسؤولين في دائرة شؤون الللاجئين لم يزوروا المشفى منذ اغلاقه وبعضهم تغيب عن اجتماعنا مع رئيس الوزراء رامي الحمدالله و وزارة الصحة لبحث القضية"، يقول ولويل.
وطالب رئيس اللجنة الشعبية لللاجئين في قلقيلية الرئيس محمود عباس بالاجتماع مع المفوض العام للوكالة في الشرق الأوسط لحل المشكلة التي تمس شريحة كبيرة من ابناء الشعب الفلسطيني وتأخذ بعدا سياسيا واضحا يجب متابعته على المستوى السياسي.

ودعا ولويل منظمة التحرير الى اتخاذ مسؤولياتها اتجاه الازمة بعيدا عن تهميشها ومتابعة القضية مع اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية.
125 كادرا طبيا في مشفى قلقيلية التابع للوكالة يعملون دون هيكلية بلا مدير اداري للمشفى ولا مدير مالي ولا منصب مدير طبي ما يؤكد ان حالة الفوضى قائمة فبالتالي نسبة المحاسبة في الاخطاء الطبية التي قالت الاونروا انها تجريها "صفر".
ويشير ولويل الى ان ظروف العمل في المشفى غير ملائمة فالطبيب يناوب 26 يوما من اصل 30 يوما ما يجعل اداءه اقل جودة "هذا ما طرحناه على الاونروا لحله فاجابت انها غير قادرة على التعامل مع المشكلة وانها ستدخل طرفا ثالثا لتولي شؤون المشفى".

