"مكبل بأجهزة حديد"
عام إنقضى... الطفل أسامة زيدات: وعدوني بالعلاج وتركوني
رايــة: طه أبو حسين-
طريح الفراش، غير قادر على المشي ولو لخطوة واحدة، لا يزال الطفل أسامة مراد زيدات "15 عاما"، من بلدة بني نعيم شرق الخليل، ينتظر تنفيذ الوعود بعلاجه.
أصيب الطفل زيدات قبل عام بعدة عيارات متفجرة من جنود الاحتلال من مسافة صفر بعد الاشتباه به تنفيذ عملية طعن، ثم أجريت له عملية جراحية بينما كان معتقلاً، وبعد أربعة شهور أجريت له عملية أخرى داخل السجون كون الأولى تبيّن فشلها، ثم أفرج عنه بغرامة مالية خمسة وعشرين ألف شيقل، لتبدأ بعدها رحلة العلاج في مستشفيات الضفة التي لم تغيّر من سوء حالته الصحية أيّ شيء.
قصة الإعتقال والإصابة وقعت قبل عام من اليوم، في الثالث والعشرين من شهر أيلول عام 2016، حينها أصيب الطفل أسامة زيدات برصاصتين متفجرتين في فخذه، وأخرى اخترقت ظهره ومرّت عبر صدره، فوق القلب مباشرة، تاركةً علامة تتجاوز كفّ اليد، ثم اعتقاله بينما كان فاقداً للوعي، فنقل مباشرة لمستشفى إسرائيلي، ثم تم تحويله لسجن ما يسمى بمستشفى الرملة لمدة خمسة شهور، وقبل الإفراج عنه بأيام قليلة، أجريت له عملية عاجلة كون الأولى فشلت، حيث تبيّن أن العظم حدثت له عملية إزاحة عن البلاتين عدة سنتمترات.

أفرج عن أسامة أواخر شهر كانون ثاني من العام الحالي 2017، وخرج بجهاز حديدي يقيّد حركته، وبدأ والده بالتواصل مع المستشفيات الفلسطينية كما يقول "تواصلنا مع كافة المسؤولين، بداية حول لمجمع فلسطين الطبي، ثاني يوم نقل للجمعية العربية في بيت جالا، مكث بها ثلاثة شهور دون أي علاج، فكان لديه فراغ أربع سنتمترات في العظم، ووقعوا له على مغادرة من المشفى".
إلتقى الطفل زيدات بعد فشل علاجه الأول، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء في شهر آذار كما يقول "الرئيس وعدني بإرسال وفد طبي ألماني لمعالجتي، ورئيس الوزراء ووزير الصحة زاروني ووعدوني بإرسالي لتركيا للعلاج، ثم ذهبت لأتابع مع رئيس الوزراء لكن حرسه رفض إدخالي في المرات الأربع التي ذهبت بها، وكذلك حرس الرئيس".
"مكثنا في البيت فترة من الزمن، ثم طرقنا باب وزارة الصحة، فركبته لا تنثني، بسبب التكلس بها خلال أسره لمدة خمس شهور، طلبوا منا تقرير طبي من مستشفى حكومي معتمد، فتوجهنا لمستشفى الخليل الحكومي، لكنهم أخبرونا أنه بحاجة لمستشفى متخصص بالعظام، أرسلنا التقرير للوزارة، فمنحونا تحويلة طبية للمقاصد، والإسرائيليين رفضوا إدخاله بحجج أمنية، ثم أرسلونا للمستشفى الأهلي، في اليوم الثاني من وصوله الأهلي كتب لنا خروج بسبب أن عظم أسامة ضعيف، ونصحنا بالعودة للمستشفى الإسرائيلي أو فرصة علاج خارجية" قال مراد والد أسامة.
تابع مراد "قلت للطبيب، أريد تقريرا طبيا بكلامك، فوعدني بذلك، لكنه بالتقرير لم يكتب توصيفه كطبيب، فقلت له لماذا لم تكتب، فقال لي اذا كتبت هذا أدين نفسي والمستشفى الذي أعمل فيه، فلهذا اعذرني".
"أنا لا أنام، وفي الليل تصيبني حالة نفسية، لا أنام إلا ساعتين، أثني ظهري على الجهاز وأنام، فلا أستطيع النوم طبيعيا، وكل ما أحتاج شيء وقضاء حاجتي ألجأ لمساعدة غيري" قال الطفل أسامة.
الطفل أسامة لا ينشد الكثير "منذ عام أتمنى أن أتعالج، فأنا لا أريد من الحياة شيئا إلا أن أعود طبيعيا، لأذهب وألعب مع أصحابي".
أما ما يتمناه مراد والد أسامة "نفسي ابني أسامة يمارس حياته بشكل طبيعي، فأسامة لا يهذب لمدرسته، لا يعرف النوم، لا يعرف اللعب، منذ عام صحته لم تتحسن، فأنا أرى ابني بكل لحظة يعاني، ويبكي وهو يشاهد الأطفال يلعبون ويذهبون لمدارسهم. فقط أناشد الجميع أن يساعدوني بأن يعود ابني كما كان سابقا".
أسامة كلما رآى أقرانه يلعبون يتقوقع حول نفسه "أجلس مع نفسي، وأقول لو أني تعالجت من زمان لكنت ألعب معهم".
"أنا بطبعي مرح، وأحب اللعب، معدلي 97%، الأول على صفي، العام السابق منحوني شهادة ترفيع، وأنا كل ما أتمناه أن تعود قدمي طبيعية، وأن يجروا لي عملية تجميل لصدري حتى أعود للمدرسة" قال أسامة.
وأضاف: "أنا يئست وتعبت، كل المسؤولين وعدوني بالعلاج الخارجي، وأتمنى أن يصدقوا معي وينظروا لحالتي، ووعد الطبيب من مكتب الرئيس منذ خمسة شهور ما زلت أذكره عندما قال لي (وعد شرف أن أرسلك لتركيا أو ألمانيا، وحتى الآن لا نتيجة، وأنا لم أنسَ وعده)".

