صبرا وشاتيلا.. جرح غائر لا يمحوه الزمن

في مثل هذا اليوم قبل 35 عاما، نفذت إحدى كبرى المجازر بحق الفلسطينيين المهجرين في لبنان على يد إسرائيل وقوات لبنانية. 

إنها مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا التي وقعت في 16 أيلول 1982، وراح ضحيتها ما بين 1000- 3500 فلسطيني.

نفذ المجزرة من الطرف اللبناني حزب يدعى "حزب الكتائب" وهو احد القوى اللبنانية حينها وكان يخوض قتالا ضد الفلسطينيين المشردين في لبنان على إثر نكبة 1948. ولمدة ثلاثة أيام نفذت القوات التابعة للحزب مجرزتها داخل المخيمين بمشاركة قوات اسرائيلية وبتغطية من الطيران الحربي الاسرائيلي.

وأشرف على المجزرة كل من ارئيل شارون ورفائيل إيتان من الطرف الاسرائيلي، والمدعو إيلي حبيقة المسؤول المتنفذ في الكتائب اللبنانية.

استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العُزَّل، بعد إغلاق كافة منافذ المخيم من قبل اسرائيل. وكانت حجة المجزرة البشعة هي قتال مسلحين فلسطينيين داخل المخيم. 

وتضاربت الأرقام حول أعداد الضحايا، ففي تقرير إخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 شهيد في المذبحة. بينما قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها "صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982"، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى، فيما أفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا اللبنانية 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 شهيد في المذبحة على الأقل.

وفي وصف المجزرة تقول الروايات الموثقة، "أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة".