غزة.. بورصة السجائر تلتهب ودعوات المقاطعة تعلو
خاص- راية: عامر أبو شباب-
شهدت أسعار السجائر في قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى ارتفاع كبير بلغ 25% من سعرها الأصلي دون معرفة الأسباب وبشكل مفاجئ، مما اثار غضب شريحة واسعة من المدخنين ودعوات للمقاطعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وعبر المختص الاقتصادي د. ماهر الطباع عن استغرابه لارتفاع سعر سلعة السجائر بشكل مخيف خلال فترة وجيزة دون وجود معلومات عن أسباب الارتفاع وهل يعود لزيادة الضريبة أو مزاج التجار أو ألاعيب المهربين عبر الأنفاق.
يذكر أن السجائر تهرب الى القطاع عبر الانفاق الحدودية مع شبه جزيرة سيناء المصرية، ولا تمر من خلال المعابر الرسمية جراء خلاف على عائدات الجمارك بين حكومة التوافق وحكومة الامر الواقع في قطاع غزة.
وتساءل الطباع في حديث مع مراسل "رايــة": هل تخضع أسعار السجائر لبورصة، وهل يوجد رقابة او حماية للمستهلك على سلعة السجائر، في ظل أوضاع اقتصادية متردية يعيشها قطاع غزة.
بدوره قال الكاتب سميح خلف أن اللجنة الإدارية الحاكمة في غزة تجبي عن كل علبة سجائر 7 شيكل أي 120% من سعرها الأصلي، مما يتطلب التعامل معها بمقاييس اقتصادية وفق معدلات الدخل للمواطن، متسائلاً عن أوجه صرف هذه الجباية وهل تعود على الشعب أو لمن؟.
ونقل خلف في مقال تحت عنوان: "السجائر وغزة المنكوبة"، عن أحد الكتاب المقربين من حركة حماس قوله إن "غلاء التدخين له فائدتان يعظم ارباح الحكومة ويساعد في محاربة وتقليص هذه الظاهرة".
وحذر حلف من ان زيادة أسعار السجائر لن تحد من ظاهرة المدخنين البالغ عددهم 200 الف على اقل تقدير، بل سيكون على حساب دخل الاسرة ومصروفاتها، وعلى حساب كساد السلع الأخرى، وسيزيد من المشاكل الاجتماعية داخل الأسرة، وربما يلجأ كثير من الشباب للسرقة وارتكاب الجرائم، واستشهد الكاتب خلف بحادثة حدثت معه خلال الأيام الماضية عندما اوقفه شابين فجرا وطلبوا منهم أن يعطيهم 3 سجائر لكل واحد منهم لانهم طوال الليل بلا تدخين، واضطر لتلبية رغبتهم في شارع فارغ من المارة.
وتفييد تقارير اقتصادية ان الجباية تعد المصدر الأول لحكومة حماس في غزة خاصة عائدات الضرائب المفروضة على السجائر المهربة، مع الإشارة الى أن العديد من السلع الواردة لغزة تخضع لضرائب مزدوجة من حكومة التوافق برام الله واللجنة الإدارية في غزة.
فيما طالب الكاتب محمود جودة معشر المدخنين ونفسه بمقاطعة التدخين، جراء فرض ضريبة تصل إلى 300% معتبرا ذلك سرقة بمحض ارادة المدخن واستغلالا لحاجته للتدخين.
وقال جودة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي: "فلتقاطعوا التدخين، واحتفظوا بالمال ولو شهرًا واحدًا فقط، ومن لا يستطيع الاقلاع فليقلل منه، فسيجارتان أو ثلاثة في اليوم تكفي وزيادة، افعل ذلك كي تحتفظ بماء وجهك أمام نفسك، كن شجاعًا، ولا ترهن كرامتك بسيجارة .. فلن يجبرك أحد على دفع مالك لتشتري سجائرهم بستة أضعاف سعرها الأصلي.. قاطع وستشعر كم أنت قوي".
هذا وعبر عدة مواطنين في احاديث منفصلة مع مراسلنا بغزة عن رغبتهم وقف التدخين أو الحد من استهلاكه جراء هذا الغلاء الفاحش في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وفيما أصر اخرين عن عزمهم مواصلة التدخين لعدم قدرتهم عن الإقلاع عنه ولو كان ذلك على حساب مشتريات أسرتهم.

