ماروير يلتقي السنوار لـ"بحث صفقة تبادل أسرى".. والأخير متشدد

خاص- رايــة: سامح أبو دية-

في زيارة تستمر 3 أيام، بدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، زيارته لفلسطين واسرائيل، وكل التوقعات تشير الى ان زيارته سيكون جوهرها تحريك الجمود في قضية الجنود الاسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة والاسرى الفلسطينيين، ما يعني أن صفقة تبادل الاسرى قد تشهد تحركا.

المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت، رفضت التعقيب حول ما إذا كانت الزيارة لها علاقة بالجنود الإسرائيليين المعتقلين لدى حركة حماس، قائلةً: "نترك الأمر لحديث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مؤتمره الصحفي عقب ختام الزيارة".

وفي بداية الزيارة، التقى بيتر ماورير صباح اليوم الثلاثاء، بوفد قيادي من حركة حماس برئاسة رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار، وأجرى محادثات حول جملة من الملفات في قطاع غزة، الا ان التوقعات تشير الى أن محور الحديث كان ملف تبادل الاسرى، اضافة الى قيامه بعدد من الزيارات الميدانية لمعاينة الوضع الانساني في غزة.

وفي قضية الجنود الاسرائيليين، توقع محللون أن يكون هذا الملف على رأس ما سيتحدث به ماورير، على اعتبار أن كل ما يحدث في قطاع غزة على صعيد الأزمات الانسانية والحصار هو على علم بها وليس بحاجة للقاءات سياسية.

مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي، يعتقد أن ماورير قد يكون مُرسلاً من قبل الجانب الاسرائيلي "مدفوعا من اسرائيل" لمحاولة التوسط أو الدفع لتحقيق صفقة تبادل أسرى، ما يعني أن الحديث خلال زيارته لغزة لن يتعدى الحديث عن الجنود الاسرائيليين المحتجزين بغزة وكيفية معالجة الأمر.

وأشار الصواف لـ"رايــة"، الى أن لقاءات رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سيجريها في اسرائيل؛ سيكون عنوانها الأساسي ملف الجنود الاسرائيليين وامكانية ايجاد حل للقضية عبر صفقة التبادل او غير ذلك.

حركة حماس طالبت وما زالت تشترط اطلاق اسرائيل سراح جميع الاسرى الفلسطينيين من المحررين في صفقة التبادل التي أطلقت عليها حركة حماس "وفاء الاحرار" والذين أعيد اعتقالهم بعد اتمام الصفقة.

والدخول في التفاوض غير المباشر بين حماس واسرائيل، سيكون مشروطا باطلاق سراح محرري صفقة شاليط، واذا وافقت اسرائيل على هذا الشرط يعني ذلك بداية الطريق نحو تحقيق صفقة تبادل جديدة، "المسألة تتوقف على مدى استجابة اسرائيل لأول مطالب حماس وكتائب القسام"، وفق الصواف.

من جانبه، يرى المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن زيارة ماورير الى فلسطين هامة لأنها تأتي في ظل تصاعد الاجراءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين، خاصة اجراءات الاستيطان ومصادرة المزيد من الاراضي، وتصاعد الهجمات على المسجد الأقصى، اضافة الى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من 10 سنوات، وجمود ملف صفقة تبادل أسرى بين حماس واسرائيل.

واعتبر أبو رمضان لـ"رايــة"، أن قضية الجنود المأسورين لدى المقاومة بغزة هو موضوع مقلق لإسرائيل، وبيتر ماورير يحاول تفكيك أزمة الجنود الاسرائيليين، مضيفا: واضح أن موقف السنوار وقيادة حماس صلب ومتماسك، وبالتالي يريد ماورير أن يكتشف آفاق تفكيك هذا الملف من خلال الاستماع الى قيادة حركة حماس".

ولا يرجح أبو رمضان، أن تسفر اللقاءات عن نتيجة، خاصة مع التمسك الجدي من قبل قيادة حماس في موضوع الأسرى بضرورة معالجة ملف محرري "شاليط" أولاً، اضافة الى المطالب المشروعة بالافراج عن اكبر عدد ممكن من الاسرى وخاصة اصحاب الأحكام العالية والنساء والأطفال.

وأضاف: "يوجد حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل، ونتنياهو في أسوأ أوضاعه ويريد ان يبرز بأنه متطرف، ولا أتوقع أن يكون هناك لحلحة في هذا الملف".

ويقول ابو رمضان: "اللجنة الدولية للصليب الاحمر لها مكانة على المستوى الاخلاقي والمعنوي والقانوني والانساني، فزيارة رئيس اللجنة هي مهمة للاطلاع على طبيعة الأوضاع وتدمير حل الدولتين، وموضوع الأسرى الفلسطينيين، وايضا التداعيات الانسانية الخطرة على اوضاع قطاع غزة".

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان قياديا في جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" جرى تعيينه مسؤولا لملف الاسرى الجنود والمفقودين خلفا للمستقيل مؤخرا.