الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:43 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:20 PM
المغرب 4:45 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"خلوق ومبدع وطموح"

صدمة في غزة.. ما الذي دفع مهند على الانتحار؟

سامح ابو دية- "شاب وسيم من خيرة شبان غزة، طموح، مثقف، متعلم، مبدع، ينتظره مستقبل واعد"، يصف اصدقاء مهند عقب تلقيهم صدمة اقدامه على الانتحار، متسائلين "ما الذي جعله يضع حدا لحياته؟".

أثارت قضية انتحار الشاب مهند يونس البلغ من العمر 22 عاما؛ حالة من الصدمة والغضب في صفوف الغزيين، وبين دعوات لمعالجة الظاهرة التي تتزايد في قطاع غزة، وتسؤلات "الدور على مين والى متى!"، شغلت القصة الرأي العام الغزي.

آخر من أقدم على انهاء حياته بيده، كان الشاب يونس، صباح أمس الثلاثاء، في منزله بحي تل الهوى غرب مدينة غزة، بطريقة غير معتادة.

وتقول تحقيقات النيابة بغزة، أن الشاب وضع رأسه داخل كيس بلاستيكي، ووضع به مادة سامة، وقبلها كان قد تناول حبوب "المنوّم".

ويشهد قطاع غزة، ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الانتحار المختلفة، تعددت الأسباب والطرق، الا أن الحالة باتت تنذر بخطر ما. 

الحصار الاسرائيلي على القطاع جعل منه منطقة تسير فيها الحياة على نحو مريع، اذ تفشى الفقر، وانعدمت الخيارات امام الشبان الباحثين عن مستقبل آمن، كما تغلغلت حياة نفسية غير مستقرة. 

 كان الشاب مهند يعيش مع والدته التي انفصلت عن والده حينما كان طفلاً، وكأي طفل مثله، أصبح يعاني من التفكك الأسري، وربما هذا الحزن العميق هو ما ولد داخله حب الكتابة خاصة النصوص والقصص القصيرة التي فرغ من خلالها همومه، وجعلته معروفا بثقافته لدى اصدقائه.

أحد أصدقاء الشاب مهند، أمجد ياغي، كتب معبر عن صدمته: "مهند شاب سعى وابدع وقدم وحاول مرات ومرات وحتى قبل مبارح وهو يحاول، شبع من السياسة عاش على امل بعد حروب ثلاثة وانفراجة وعباس ومصالحة ودحلان وامن وامان ومقاومة وكزب كبير معهم مهند فقد الامل".

وتابع: "مهند اليوم خسر أغلي شيء بيملكه هي نفسه مقابل انشطب اسمه بين اكتر من 2 مليون بني ادم رهينة في غزة تحت رحمة السياسيين وتجار الوطن والقضية، خسرنا اليوم شاب مثقف واعي قارئ عنده رؤية يملك حلم وهو في غزة، ويملك حلم في غزة تحتها مليار خط".

الكاتب والحقوقي مصطفى إبراهيم، كتب: "لم يعد مهما الطريقة وكيف قرر مهند يونس إنهاء حياته، مهند عرفته من خلال زوجتي أم باسل التي كانت تحدثني عنه كثيرا ونقاشه الدائم معها وتعتبره واحد من اولادنا مع أني لم اعرفه شخصيا".

يقول ابراهيم: "حدثتني اليوم وهي حزينة ومفجوعة به وغير مصدقة انه حاول الاتصال بها أمس ولم ترد، واليوم عاودت الاتصال به لتخبرها والدته انه قرر إنهاء حياته، لم تصدق ان مهند قرر الرحيل وهي تتحدث عن أدبه وأخلاقه وتفوقه الدراسي في كلية الصيدلة، وافكاره وذكاؤه وتفاؤله وتشاؤمه وكتاباته القصصية القصيرة".

الا ان رواية أخرى تفيد بان مهند عاش وضعا اجتماعيا قد يكون سببا في الانتحار. 

أسعد غراب، خال الشاب يونس، يقول: "هو ابننا واكثر من ابننا، لأنا تكفلنا فيه وهو بعمر سنتين، وعاش عندي ومع اولادي، وبعد هذا العمر حاول مهند بعد 20 عام البحث والتعرف والاندماج بابوبه والبحث عن جذوره ... ولكن كان ابوه الدكتور احمد يونس سلبي جدا وتعامل معه لعدة شهور ولكن لم يتعامل معه كأب وقال له بان ليس بنك .. وطرده من منزله".

يضيف: "جعل من مهند يعيش بحالة اكتئاب شديدة حتي خواته عاملوه بظلم، وبعد تراكمات كثيرة وشد ومد بينه وبين والده، فقرر الانتحار مرتين لكنه عولج"، لكن المحاولة الثالثة كانت قاتلة. 

ويقول مراقبون ومختصون في غزة، ان عشرات محاولات الانتحار شهريا لا يتم الإفصاح عنها.

 

Loading...