"رسالة حب في زجاجة" تصل غزة من اليونان عبر البحر
غزة – راية
سامح أبو دية -
في صباح يوم الخميس السابع عشر من اغسطس، وبينما كان الصياد البحري جهاد أحمد السلطان يسحب شباك الصيد الخاصة به على شاطئ بحر غزة، منتظرا التقاط الاسماك منها؛ واذ به يلتقط شيئا أجمل؛ هي زجاجة محكمة الاغلاق تسير مع التيار متجهة الى الشاطئ؛ ويبدو أنها زجاجة وصفها بـ "الغريبة".
الصياد السلطان (54 عاما) صاحب الحظ السعيد، التقط الزجاجة الغريبة، تفحصها سريعا فوجدها مغلقة بإحكام وبداخلها رسالة ورقية، وبعض الورود التي جفت مع الوقت، تأكد حينها أن تلك الزجاجة قادمة من مكان بعيد "شخص ما ألقاها من شاطئ ما بعيد جدا".
احتفظ الصياد الغزي بالزجاجة ليتمكن من فتحها عند انتهاء عمله، وعند عودته الى المنزل قرر فتحها، لم يستطع الحفاظ على الزجاجة سليمة، بعد أن قرر كسرها واخراج الرسالة والورود، لتكون أول رسالة ورقية يتلقاها السلطان طيلة حياته، حسب ما أكده لمراسل "راية" بغزة.
وتقول الرسالة كما جاء في نصها: "مرحبا.. نحن بيث وزاك.. شكرا لالتقاط الزجاجة من الماء.. نحن نقضي أجازتنا في جزيرة رودس اليونانية؛ وأحببنا أن نعرف إلى أي مدى يمكن أن تصل الزجاجة بالرسالة الموجودة في داخلها ولو كانت الناحية الأخرى من شاطئ الجزيرة".
كما أن الرسالة احتوت أيضا على طريقة للتواصل، وكُتب فيها: "زجاجتنا تحمل رسالة وورود سحرية، نتمنى مراسلتنا عبر هذا الايميل لنعلم كم من الوقت مضى على ذلك".
قرر السلطان الرد على رسالة بيث وزاك عبر الايميل المرفق، مستعينا بصهره وائل الذي يجيد اللغة الانجليزية، وكتب في رسالة الرد: "مرحباً من فلسطين إلى بيث وزاك، وصول الرسالة إلي؛ يعتبر من ألطف وأحب الأمور التي حصلت لي في حياتي، وأشعر بسعادة غامرة عندما أجد أشخاصاً مثلكم في الحياة، وأتمنى لكم الحظ الجيد".
موقع أمريكي توصل إلى من كتبوها وهما بيثاني رايت (22 عامًا)، طبيبة حديثة التخرج، وصديقها زاك مارينار (25 عامًا)، طالب بريطاني، مشيرًا إلى أنهما يقومان بإرسال رسائل عبر المحيط من بريطانيا وبداخلها رسائل خاصة وعنوان البريد الإلكتروني لعلهما يحصلان على إجابة يرون أنها شيء ممتع بالنسبة لهم.
بالتأكيد، لم يتوقع الحبيبان أن تقطع الزجاجة مسافة 800 كيلومترا من اليونان لتصل إلى قطاع غزة، وقال بيث إن وصول الرسالة داخل الزجاجة عبر البحر يثبت أننا عالم واحد يربطه محيط واحد يربطه الحب والمودة".
ووفقا للصياد جهاد السلطان ومرسل الرسالة الشاب البريطاني بيث، فقد استغرقت الرسالة أكثر من 5 أسابيع، حيث ألقاها الشاب "بيث" في الرابع من يوليو الماضي، بينما عثر الصياد الفلسطيني السلطان في السابع عشر من أغسطس.
يقول السلطان لمراسل "راية": "قطعت تلك الرسالة مئات الأميال البحرية دون أي عوائق طبيعية أو صناعية أو أي اجراءات أخرى، لم يقم أحد باحتجازها، ووصلت بحرية تامة، أتمنى أن يمارس الصياد الفلسطيني عمله بحرية مثل الزجاجة دون أي عوائق، وأن يخرج الصياد من المياه الإقليمية للمياه الدولية بحرية".
وائل السلطان، الشخص الذي أشرف على ترجمة الرسالة وكتابة الرد، يقول: "رسالة في زجاجة تخترق كل الحدود و2 مليون مواطن في غزة مكبلون بالقيود"، في اشارة الى الحصار المفروض على سكان قطاع غزة منذ 11 عاما.