3 سنوات.. قطاع غزة في ذكرى العدوان الأشرس

غزة- راية: سامح ابو دية-

في مثل هذا اليوم من عام 2014، ومع شروق الشمس، شنت اسرائيل عدوانها الأشرس على قطاع غزة والذي استمر 51 يوما، طال خلالها جميع المدن والقرى والأحياء، ولم يخل حي أو شارع أو زقاق من رائحة الدم.

وتعرض قطاع غزة البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم للهجوم من الجو والبر والبحر، بكافة الأسلحة الثقيلة، ما أدى الى سقوط اكثر 2147 شهيدا، 81% منهم مدنيين، بينهم 530 طفلا، و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حروق وتشويه، و340 مقاومًا فلسطينيًا، وجرح حوالي 11 ألف مواطن.

استمر العدوان الاسرائيلي 51 يوما، مخلفا دمارا شاملا لآلاف المنازل، عدا عن نسف البنى التحتية. كان العدوان الاشد فتكا بالقطاع المحاصر.

وككل حرب، فإن المأساة الأكبر هي مرحلة ما بعد، اذ ابقت اسرائيل على حصارها المشدد للقطاع، ما منع عملية التعافي من ويلات الحرب.

يقول تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، نشر في نهاية يونيو 2015 وعرف بـتقرير ديفيس، إن العدوان الإسرائيلي على غزة "يرقى إلى جرائم الحرب"، وان 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب حيث شنت "إسرائيل" أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية على مدى 51 يومًا.

المشهد الآن في قطاع غزة، لا يختلف كثيرا عن الذي كان عقب العدوان؛ إذ أن عملية الإعمار تكاد تكون مجمدة، وما يزال آلاف الغزيين مشردين خارج بيوتهم المدمرة والتي ما زالت على ذات الحال منذ 3 سنوات، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والانسانية الكارثية لمعظم السكان.

د. ماهر تيسير الطباع مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، أكد أن اليوم وبعد مرور ثلاث أعوام على الحرب الثالثة لم يتغير أي شيء على أرض الواقع، وقطاع غزة محاصر ويحتضر.

"نسبة ما تم تلبيته من إجمالي احتياجات التعافي في خمسة قطاعات تأثرت بحرب عام 2014 لا تتجاوز 17%"، قال الطباع.

وتفرض اسرائيل حصارا على دخول الإسمنت الى القطاع، ولم يدخل سوى نسبة 33% من حاجة القطاع لاعمار منازل المشردين.

وانعكس ذلك بشكل واضح على بطء شديد في عملية الإعمار. "ما تم إنجازه في الوحدات السكنية المدمرة كليا، 4,274 وحدة سكنية من أصل 11000 وحدة سكنية دمرت كليا"، قال الطباع.

ويقدر عدد الذين ما زالوا نازحين وبدون مأوى، بحوالي 6,300 أسرة (حوالي 33 الف فرد مشرد).

أما على صعيد القطاع الاقتصادي، فقد أوضح الطباع أنه مغيب كليا عن عملية إعادة الإعمار، ومجمل ما تم رصده للقطاع الاقتصادي لا يتجاوز 6.1% من إجمالي أضرار القطاع الاقتصادي المباشرة وغير المباشرة.

ونتيجة لاستمرار هذه الأوضاع، ازداد عدد الفقراء والمحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، وبلغت معدلات البطالة في قطاع غزة  41.1% في الربع الأول من عام 2017 بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، بواقع 206 الف عاطل عن العمل. وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%.

اليوم، يقول مراسل راية ان الحديث عن حرب جديدة تلوح في الافق يرهب الغزيين كثيرا، خاصة وان مؤشراتها هي ذاتها التي أدت الى تلك عام 2014، وما سبقها من تشديد للحصار وتدهور في الاوضاع الاقتصادية والانسانية".