على أوتار شلالدة: يُصّنَعُ الكمان

بعدسة شادي حاتم:

إنها حكاية اختبأت خلف سلاسل الأحجار العتيقة من البلدة القديمة لمدينة رام الله، في ذلك الجزء من المدينة كأن الياسمين كان ينبت هناك فيبني قلاعًا حصينة، وإن مر منها جند تنبعث منهم رائحة الدخان والرصاص، كانت تغسلهم الياسمينة المتدلية على السلاسل والبيوت فتفوح رائحة السلام من بعد انحسار الرصاص وعطب الدبابات والنار.

تمامًا كما تفوح من تلك الغرفة الصغيرة التي أخذها الشاب شحادة شلالدة "24 عامًا" لنفسه، كي يصنع فيها الموسيقى والحب والرقص من حركة يده الخفيفة على أوتار الكمان الذي أتقن صناعته وتخصص فيها.

إنها جدران مصنعه الصغير التي تحمل بقايا الخشب والأوتار وهياكل كمان أنهى إعدادها بعد تعليقه صورة للشهيد أبو عمار يبتسم فيها كأنه يردد "لا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي"، فعرق الزيتون ذاك راح في ورشة شلالدة يخط ويلحن ويقول للعالم ""نحن أناس كغيرنا، نعشق، ونفرح، ونلعب، ونعمل، ونبدع، ونحب السلام"، وأيضًا نصنع الكمان.