حكايا: بائع الـ "كاندي" !

2017-04-02 12:15:00

 

رام الله – راية:

مجدولين زكارنة -

رائحتها الزكية و ألوانها الزاهية ومذاقها السكري المُنكّهِ بأطعام الفواكة جعل منها حلوى الكبار والصغار معاً وصارت سيدة كل المواسم و صديقة الرحلات. 

إنها حلوى "الكاندي" التي تنبعث رائحتها عن بُعد وتظهر الوانها البهية للمارة جاذبة روح الطفولة فيهم لشرائها وتناولها.

اسماء كثيرة يستخدمها الأطفال لحلواهم المفضلة " حيايا و كاندي وجلاتين" وتراهم متسمّرين امامها، اما ابو سائد فيستخدم أنامله لترتيبها حبة حبة ويجد في ذلك متعة كبيرة جعلته رفيق الحلوى الدائم ويقول أبو سائد 40 عاما:"بتفهم علي وبفهم عليها وبحب ارتبها حبة حبة بشكل حلو يجذب الزبون".

16 عاما مضت على عمل ابو سائد في بيع الكاندي على عربته التي تحتوي على "عيون" كما أسماها يملؤها يوميا بما لذ وطاب من انواع الحلوى الشهيرة.

20 كيلو من الكاندي تحتاج عربة الرجل لتمتلأ ولتفي باحتياجات الزبائن الذين لا تعجبهم الا "كاندي" أبو سائد الذي يقول:" أنا بشيل الزبون وبحطوا على راسي سواء اجى يشتري أو يتفرج والحمدالله اهم شي سمعة التاجر".

ولا يبيع ابو سائد الا الأصناف الاسبانية من الحلوى التي يرى فيها الجودة الجيدة من حيث الطعم و الليونة: "بعض المحال المشهورة في بيع الكاندي في مدينة رام الله تخلط الصنف الاسباني و الصيني معا مستغلة بذلك الشكل والرائحة المتشابهان وقلة خبرة المشتري فيتناول حبة طرية واخرى تكاد تكسر أسنانه، اما على عربتي فها هي الاصناف وانا احتفظ بالاكياس ولا ضرر ان شاهد زبوني صنف وتاريخ المنتج فهذا حقة".يقول ابو سائد العفوري

يبيع العفوري وهو من سكان مدينة رام الله كيلو "الكاندي" بـ 20 شيكل مستهجنا سعرها المرتفع في المحال الاخرى التي تبيعها مقابل 24 شيكل للكيلو وتكاد تكون اقل جودة من بضاعته.

ولا يغلق أبو سائد عربته الا وقت نزول الثلح كما يقول:" انا افضل ان اعمل على بسطتي طول حياتي بعائد قليل ولا اشتغل تحت رحمة الناس انا سيد نفسي الآن".

أما عن المكونات التي تصنع منها الحلوة فيعددها العفوري قائلا :"عصير وسكر وذرة وماء ونشا وحامض الليمون والجلاتين واهم شيء انها حلال".

و عن صلاحية الحلوى فهي صالحة لغاية سنتين كما شاهدنا على الأكياس التي يحتفظ بها العفوري.

العفوري لا يدفع مقابلا لوقفته في ساحة مسجد جمال عبد الناصر المملوكة لبلدية البيرة ولكنه يرضخ لازالة بسطته من قبل عمال البلدية الذين يعرفونه جيدا ويقول:" بطلبوا  مني بأدب أشيل بسطتي وانا بشيلها وبشكرهم لانهم أحيانا براعوا وضعي اني زلمة بدور عرزقتي، في بعض الناس شغيلة طيارين بعملوا مشاكل بالسوق بس انا قديم ومعروف بالمنطقة".

بين كل فترة واخرى تخضع عربة العفوري للتفتيش من قبل عمال الصحة ولذلك السبب ترى الرجل محتفظا باكياس "الكاندي" بعد افراغها لعرضها على المراقبين اضافة لعينة من الحلوى لفحصها والتأكد من سلامتها.

عربة ابو سائد العفوري محكمة الاغلاق وفيها كل ما يحتاجه الزبون من اداوت صحية "كفوف و أكياس" اضافة الى ميزان، ويتمنى العفوري ان تتاح له الفرصة لامتلاك محل ولكن ارتفاع "خلو" المحال يمنعه من ذلك ويحاول ابو سائد اضافة انواع اخرى من الحلوى لعربته لكن البلدية تمنعه من ذلك حسبما قال الرجل.

تعددت الاماكن التي قصدها الرجل لعرض بضاعته على مر 16 عاما جال فيها شوارع مدينة رام الله و لكن هذا الاختلاف لم يغير الطعم المميز والمعاملة الطيبة التي يتسم فيها الرجل والتي كانت ولا زالت الجاذب الاول لزبائنه الذين يدفعونه الى التمسك بالبقاء والعمل لـ 12 ساعة متتالية يوميا في برد الشتاء وحر الصيف.