حكايا: طَلَب... طفولة وراء عربة

2017-01-29 08:53:00

 

رام الله - رايـة:

مجدولين زكارنة -

مشاغبات الطفولة البريئة التي تخلق روحا  للحياة اختفت مبكرا عند " طلب"، إبن الـ 11 عام ، ليكبر قبل أوانه بأوان بينما يجر عربة حديدية محملة بالبضائع تارة أو يبحث عن زبون متعب تارة اخرى.

وعلى الرغم من  برودة الجو تراه قابضا بيده السمراء الصغيرة على عربته المعدنية، يتحرى زبونا و يفاصل على سعر "نقلة".

http://www3.0zz0.com/2017/01/29/11/695749795.jpg

تلك العربات التي اعتاد الجميع رؤيتها في فوضى السوق اتخذها طلب لعبته بدلا لوحدته التي يعانيها في ذلك الجبل البعيد عن الحياة الذي يعيش فيه الطفل الكبير دون صديق من جيله يشاركه اللعب.

يقول طلب :"أمل الجلوس في البيت خلال العطل فلا اجد أحدا يشاركني اللعب فأفضل العمل هنا".

يعمل والد طلب في رعي الاغنام  باحدى مناطق بيت حنينا النائية وهناك  يسكن و عندما  يأتي رام الله للتبضع كان يصطحب طفله "طلب" الذي كان يرى اطفالا كثر يعملون على العربات ومن هنا نمت فكرة العمل لدى الصغير.

والداي لم يعارضا فكرة عملي هذه، خاصة اني عملت مسبقا في البيع على احدى البسطات هنا في رام الله.  يقول طلب

الطفل الاسمر ذو العيون السوداء والشعر الطويل نسبيا، يدور يوميا مراكز التسوق باحثا عن زبون متعب من اكياسه الكثيرة ليتلقى مقابلها نقودا لعلها تعوض فقر الجيب و الأصدقاء.

يتلقى طلب 10 شواقل أو 5 احيانا على كل " نقلة" وعندما تتعب قدماه الصغيرتان من البحث عن زبون يذهب الى صديقه محمود الذي يعمل على بسطة قريبة يضيعون بعض الوقت في الكلام وتناول بعض الطعام.

70 شيقل يوميا يجني طلب من عمله يجمعها لكي يشتري كل ما يلزمه وأخوته لاستقبال العام الدراسي الجديد فهو يحب المدرسة و لا يريد مغادرتها رغم انة لم يستطع أن يحدد، حتى بعد طول تفكير في سؤال يبدو كبيرا بالنسبة له "ماذا أريد أن أصبح بعد عشرة سنوات".

اعمل خلال العطل المدرسية لتوفير كل ما يلزم من مصروف ومستلزمات مدرسية لي ولاخوتي الاصغر سنا". قال طلب

يعمل الصغير منذ ساعات الصباح الباكر في الحسبة ولا يعود البيت الا بعد ان تكون الشمس قد ودعت نهارها.

بدأ "طلب" غير مكترث بامر عمله ولا يرى فيه ما يدعو للشفقة ..وبجسده النحيل جر عربة أثقل منه وزنا.

ويبدو ان طلب لم يحب عمل والده في رعي الأغنام ولم يشأ الإلتحاق في مهنته فإختار العمل في مدينة تعج بالأطفال المنتشرين في كل شوارعها يبيعون سلع كثيرة وراءها العديد من الحكايا يعلقون آمالهم واحلامهم البريئة على نواصي هذه المدينة التي لا تنام.