فرحة العيد بطعم كعكه

2016-09-11 07:46:00



الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

لا يكاد يخلو بيت خليلي في عيدي (الفطر والأضحى) من حلوى الكعك والمعمول اللذان باتا بمثابة تراث أصيل يحافظ عليه سكان محافظة الخليل في المناسبات لا سيّما السعيدة منها، وابتسام الأطرش صاحبة الابتسامة الجميلة والإرادة الصلبة هي إحدى أشهر النساء اللواتي تميزن في إعداد الكعك والمعمول حتى أصبحت علماً على المستوى المحلي كون ما تعدّه يتميّز بجودة ولذة فريدتين تجعل من سفرة الضيافة في العيد أجمل وأبهى.

تعكف ابتسام على صنع كعك ومعمول العيد بمشاركة 15 امرأة أخرى على أقل تقدير في "مطبخنا العربي"، الذي أنشأته بعدما تزايد الطلب على منتجها المميز، حيث تنتج في اليوم قرابة (200 كيلو).

الأطرش تفرك السميد بيديها بخفة متناهية مؤكدة على أهمية فركه بصورة بسيطة دون الإكثار في ذلك حتى لا يؤثر على جودته، مبينة أن عملية إعداده تبدأ بخلطه بالزيت :" خلطة الكعك والمعمول مكونة من السميد ومحلبة ومسكة وكمباودر وفانيلا وسكر وشومر ويانسون إلى جانب الخميرة وبعض البهارات التي تزيدها نكهة ولذة، وجميعها تخلط لتخرج عجينة الكعك والمعمول".

بعد العجين فقط توضع الخميرة والماء، وبعدها يتم حشوها بالجوز المحمّص أو العجوة، ثم يوضع عليه (الشيرة) وهي عبارة عن سكر مذوب بالماء، إضافة إلى جوزة الطيب والقرفة، ثم يتم تشكيلها وتزيينها بأشكال مختلفة، وبعدها مباشرة توضع بالفرن حتى تشوى ثم في المرحلة الأخيرة قبل أكلها يتم تعبئتها وتغليفها في عبوات خاصة.

تعلمت الأطرش المعمول والكعك على يد أمها وجدتيها، لكنها عمدت على تغيير عيار الكميات حتى وصلت لمنتج يشهد له المتذوقون.

ابتسام وعلاقتها بالكعك مقرونة بذاتها وشخصيتها "كعك العيد هو سعادتي وزوال همي وكل شيء جميل في هذه الدنيا، والمتعة في أننا نعمل كخلية نحل في مطبخنا العربي".

تنصح الأطرش المواطنين بأن لا يحتفظوا بالمعمول كثيراً كون الجوز سريع التلف، مشيرة أن أفضل وسيلة للحفاظ عليه داخل "فريزر الثلاجة".

المواطن بسام النتشة يقول أنه لا يتخيل العيد بدون الكعك، قائلا :" العيد لا تكتمل فرحته إلا بالكعك، فأنا أحبه ولا أذكر أن عيداً مرّ عليّ دون أن أعد الكعك، لكن بالآونة الأخيرة أصبحت أشتري الكعك من أم سليمان الأطرش بسبب ضيق الوقت ولذة كعكها".