منتصر نصار من عش الزوجية لقفص الاعتقال والتهمة "صحفي"
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين -
قد يكون السكوت من ذهب بالنسبة للكثيرين، لكن ليس بالنسبة لمنتصر الذي أحب الكلام حتى امتهنه عندما قرر أن يصبح صحفياً ممارساً للمهنة عبر إذاعة محلية في الخليل. واليوم، تحاول إسرائيل إسكاته ضمن سياسة كم الأفواه وقمع الحريات التي تمارسها ضد الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية عامة والخليل بشكل خاص.
والإعلامي منتصر نصار هو أحد الصحافيين الخمسة الذين اعتقلتهم إسرائيل نهاية آب الماضي بدعوى بثهم مواد تحريضية على "أثير السنابل" الإذاعة المحلية التي يعملون بها والتي حظر صوتها لثلاثة أشهر بذات التهمة.
الصمت التي فرض قسراً على السنابل وطاقمها يكاد يمطر أحجاراً من الكلام عند تقريب الصورة قليلاً على منتصر (٢٧ عاماً) الذي انتزع من حضن عروسه مبكراً وألقي به خلف قضبان لا أحد يعلم كيف ومتى ستطلقه.
شهران فقط تقاسمت فيهما بيان ومنتصر “قفص الزوجية” ليشاء الاحتلال بعدها التفريق بينهما، لكن هذه المدة كانت كافية بالنسبة للعروس لتدرك حجم خسارتها ووحدتها رغم المحيطين بها “هو ليس شخصاً عادياً بالنسبة لي، حنانه وأخلاقه وحبه وابتسامته يمثلون بالنسبة لي الحياة وما فيها” قالت بيان محاولة اختصار صفات زوجها.

ليلة اعتقاله، راقب منتصر اقتحام بلدته دورا، جنوبي الخليل، ومن ثم اقتحام الإذاعة وإغلاقها يالشمع الأحمر من على سطح المنزل، ويبدو أنه كان يدرك مصيره فحاول الخروج من المنزل مسرعاً لكنه سرعان ما اعتقل وصودرت أجهزته الأليكترونية وحبست عائلته في إحدى غرف المنزل.
مصير منتصر وزملاؤه الأربعة، كان من المفترض أن يحدد اليوم خلال المحاكمة التي أجلت دون أي أسباب تذكر أو حتى لا ئحة اتهام واضحة كما تقول بيان التي انتظرت وباقي عائلات المعتقلين الخمسة أن يبت في قضية من يحبون، لكنهم يدركون: لا قضبان يمكن أن تسكت الكلمة.