عين كارم شاهده على تاريخ الفلسطينين في القدس
القدس - راية :
كتب احمد زكي العريدي
هي كبرى القرى المحيطه بالقدس المحتله وان هجر عنها اهلها الفلسطينين
قسرا الا ان لزائر القريه ان يشتم رائحتهم في حجارة ابنيتها التي لازالت
قائمه حتى يومنا هذا هي قرية عين كارم الفلسطينيه فعلى الرغم من كل ما
واجهته القريه على يد العصابات الصهيونيه وتهجير سكانها الا ان عين
كارم تكاد تكون القريه الفلسطينيه الوحيده في محيط القدس المحتله التي
حافظت على ابنيتها ومنازلها الاثريه القديمه وبقيت تلك المنازل شامخه
عاما على النكبه 67رغم مرور
قد تظن لاول الامر انك في قرية فلسطينيه حيث المطاعم والمعارض
والمتاجر والمتاحف ذات الطابع العربي ولكن سرعان ما ترى الغرباء
يطلون من نوافذ وشرفات منازل سرقوها من سكانها الاصلين واستوطنها
الاسرائيليون منذ هجروا اهلها الفلسطينين
ويقول
يوسف النتشه المختص بالعماره الاسلاميه فقال ان فن العماره في عين
كارم هو جزء من فن العماره في البلدات والقرى الفلسطينيه والريف
الفلسطيني المتميز ببناء الحجر وبناء المدرجات والاهتمام بالبنيه التحتيه
اما شوارع البلده فتمتلىء باليافطات التي تدلل على كل شىء في البلده
يافطات تخفي تحت لغتها الاسرائيليه هوية عين كارم الفلسطينيه ذات
كيلومترات الى الغرب من مدينة القدس 7الطبيعه الجبليه الخضراء تبعد
مترا عن سطح 865على الطريق الواصل بينها وبين مدينة رام الله ترتفع
البحر تجاورها من القرى قرية دير ياسين التي شهدت المذبحه الصهيونيه
فكانت الاخبار المتوارده عما حل باهالي دير ياسين على 48البشعه عام
ايدي عصابات الهجانا الصهيونيه الدافع الاكبر لاهالي عين كارم للرحيل
عنها وتم تفريغ القريه من اهلها بالكامل ليعيشوا غربة التهجير على امل
الرجوع الى منازلهم وقد شهدت القريه كغيرها من القرى الفلسطينيه معارك
بين المدافعين الفلسطينين وعصابات الصهاينه التي احتلت القريه وقامت
بعمليات التطهير العرقي ضد سكانها المتبقين فيها
تاريخ عين كارم يشير الى ان موقع القريه كان آهلا بالسكان منذ الالف
الثاني قبل الميلاد ويقول اهالي عين كارم اللذين رحلوا عنها بانها مسقط
راس يوحنا المعمدان وزارها سيدنا عيسى وامه مريم عدة مرات ويقال
بان الخليفه عمر بن الخطاب مربها وصلى بارضها في طريقه الى القدس
ابان الفتح الاسلامي للقدس
قريه من 1596اما السجلات العثمانيه فاوضحت بان عين كارم كانت عام
ناحية لواء القدس وكانت تؤدي الضرائب الضرائب على الغلال كالذره
والشعير وعناصر اخرى من المنتوجات والمستغلات مثل الماعز والدبس
وكروم العنب وغيرها
ولعين كارم في ذاكرة الفلسطينين ساحة تدعى الحرجه وكانت ساحة القريه
حيث كانت تلك الساحه مركزا للقاءات المجتمعيه بين 48المركزيه قبل نكبة
سكان القريه في ساعات الليل تحلو السهرات والاجتماعات وفي النهار هي
سوق ياتيه التجار من القرى والمناطق المجاوره مثل القسطل وصوبا
وخربة اللوز
ويشير النتشه ان اثار عين كارم تعود الى الحقبه البيزنطيه والتي اهمها
جامع عين كارم وكنيسة يوحنا المعمدان وكنيسة الزياره ويوضح النتشه
بان القريه موقوفه على وقف ابو مدين الغوث المغربي من زمن العهد
الايوبي
ومن المواقع الشهيره في القريه عين مريم والذي بني فوقها مسجد عرف
باسم مسجد عمر بن الخطاب له شكل معماري غريب حجارته نادره تتدفق
اليوم من وسطه عين مريم ويتكون المسجد من طابقين الاول للصلاه
والثاني كان يستخدم كمدرسه عين كارم الرسميه للبنين والطابقين اليوم
مغلقين وممنوع اداء الصلاه في المسجد بامر قوات الاحتلال الاسرائيلي
منازل الفلسطينين في عين كارم وان غيرت استخداماتها وحملت اسماء
غريبه مثل دير اخوان صهيون الا ان حجارتها لا زالت تذكر بانيها
وساكنيها الاصلين حيث اقام الاحتلال الاسرائيلي مستعمراته على اراضي
قرية عين كارم اما باقي اراضي القريه فضمتها بلدية الاحتلال في القدس
الغربيه اليها
ولازالت اسرائيل تخطط يوما بعد يوم الى طمس المعالم العربيه والاسلاميه
في عين كارم لتزوير التاريخ والحقائق ومساعي دؤوبه لتهويد القدس
ومحيطها وبهذا الاطار يقول النتشه ان بلدية الاحتلال في القدس تناقش
مقترحا لانشاء مركزا متعدد الثقافات وفتحه للزوار والسياح اليهود
والاجانب فوق نبع مريم ومسجد عمر بن الخطاب بحجة ان المسجد غير
ماهول وآيل للسقوط وذلك لحرمان الفلسطينين من تاريخهم وتراثهم
وقراهم ودفن اثارهم في قراهم وبلداتهم التي هجروا عنها