قرية كور - طولكرم

2016-02-13 09:20:34

قرية كور
تقع كور جنوب شرق مدينة طولكرم وعلى بعد 12 كم منها ، وتحيط بقريتنا هذه من الشمال قريتي شوفة وسفارين ومن الجنوب أراضي كفر زيباد وكفر عبوش ومن الشرق كفر قدوم ومن الغرب أراضي قرية كفر صور .
دعيت كور بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة عربية من جرم طيء نزلتها في العصور الوسطى أما كلمة كور فتعني في اللغة-مجمرة الحداد-ء .
كانت كور مركزا لشيوخ " الجيايسة " شيوخ قطاع الصعبيات ولليوم نرى فيها بقايا حصن وبجانبه سجن ومخزن ونوافذها التي هي عبارة عن كوى صغيرة .
أقدم الحضارات التي قامت على أرض هذه القرية والمتمثلة بآثارها هي الحضارة الرومانية وتليها الحضارة البيزنطية حيث نجد العديد من المقابر المنحوتة في الصخر ببواباتها الصخرية في جنبات القرية الغربية والجنوبية كما توجد في القرية مقاطع صخرية متعددة تعود لهذه الفترات بالإضافة إلى مقاطع عبارة عن مصاطب لم يكشف النقاب عنها نظرا لطمرها بالأتربة وتوجد في الجهة الشرقية بقايا برج مبني من الحجارة لا زالت أجزاؤه ماثلة للعيان .
أما في الجانب الجنوبي للقرية فهناك زاوية ( مقام ) يعرف بمقام الشيخ أحمد التيان وسيتم لاحقا عمل دراسة لهذا المقام .
أما مركز القرية فهو عبارة عن قرية أثرية متكاملة يغلب عليها الطابع الأثري تماما حيث أن السكان لا زالوا يعيشون في البيوت القديمة والتي شيدت منذ مئات السنين ، وهذه البيوت الأثرية مقببة بقباب كبيرة وذات زخارف هندسية من داخلها ، أما البيوت فجميعها مكونة من طابقين وهي ضخمة وذات أهمية وهيبة وهي مبنية من الحجارة وتزينها من الداخل أطباق من الخزف وزخارف حجرية على بوابات ونوافذ هذه العمائر الأثرية كما يوجد على بعضها زخرفة أرابيسك من الفخار وهذه الزخرفة الإسلامية على شرفات العمائر لمنع الرجال من رؤية النساء داخل العمائر بينما تتمكن النساء من رؤية الداخل إلى المنزل أو القصر دون أن يراها الرجال تعتبر كور هذه والتي بيوتها عبارة عن قصور وقلاع لآل الجيوسي كرست الإقطاع لدى آل الجيوسي بالفترة العثمانية الذي كان يحكم من كور ( 24 ) قرية من قضاء بني صعب ، والجدير بالذكر أن كور تسكنها عائلة واحدة فقط هي عائلة الجيوسي التي نزلت القرية كور في الفترة المملوكية حيث تفيدنا المصادر التاريخية أن المماليك اضطروا أل الجيوسي للنزول والإقامة في كور القائمة على أساس مملوكي يحمل فوقه مباني عثمانية ، ولمباني كور وقبابها خصوصية في طريقة الإنشاء وهذا قد يكون راجعا لتأثيرات دينية حيث أن هذه القرية حتى يومنا هذا لا تزال محافظة على التقاليد القديمة ، ويبدو أن طريقة إعمار هذه القرية حافظت على أسس قديمة في طريقة إنشائها فنحن نعتقد أن معماريات وزخرفة وفنون هذه العمائر حملت معماريات وزخارف وفنون الفترات السابقة لفترة إنشائها وهذا يذكرنا دائما بالطابع المحافظ لدى آل الجيوسي في كور .
في عام 1927 أصاب بعض واجهات الأبنية في كور تصدع بسيط نتيجة للزلزال الذي حدث في تلك السنة وأصاب مدينتي نابلس والخليل بأضرار فادحة ، أما في كور ونظرا لسمك مبانيها فان تأثير الزلزال كان بسيطا وذلك لبعدها عن مركز الزلزال .

تعتبر قرية كور والتي يبلغ عدد سكانها كحد أعلى ( 300 ) نسمة قرية أثرية متكاملة وتعتبر نموذجا للقرية الإسلامية وعمارتها وهي نموذج من الدرجة الأولى على مستوى فلسطين .

أما مباني هذه القرية فجميعها مبان أثرية ، أي بناية فيها تتكون من طابقين وتتميز أبنيتها بضخامتها وكبرها ، إضافة إلى ذلك أن جميع أبنية القرية الأثرية من الحجارة الجميلة والمهندسة ويبلغ امتداد بعض أبنيتها 100 مترا * 50 مترا طولا وعرضا إضافة إلى ارتفاعها المهيب بالنفس إذا ما علمنا أن جميع هذه الأبنية مكونة من طابقين ضخمين .

وقبل أن يصل الزائر إلى هذه القرية تطل عليه مباني كور الأثرية تحليها القباب الضخمة فوق أبنيتها بشكل يشبه لابس الطربوش على عمامة ضخمة ، وقباب هذه المباني نصف كروية وهي كبيرة جدا وترتكز هذه القباب غلى طبلة معمارية مثمنة الشكل ويبلغ عدد القلاع والقصور حوالي ثلاثين قلعة وقصر بالإضافة إلى المسجد القديم وسراديب من أبنية يوصل إليها من خلال بئر يقع جنوب القرية ومن بين هذه الأبنية الضخمة السجن ودار الشيخ الحاكم في المنطقة وغيرها . إن عمائر كور والتي يبلغ سماكة جدرانها مترين أو أكثر قوية ومتينة جدا ويبدو أن الزلزال اثر على مبانيها عبر التاريخ ، هذه المباني المبنية من الحجارة ذات الهيبة والوقع في النفس وقبابها المزخرفة من الداخل بشتى أنواع الزخرفة النباتية والهندسية وزبادي الفخار المزجج والملون الذي يزين ركب وقباب هذه القلاع والقصور إضافة إلى الأبواب الرئيسية والمداخل والنوافذ المزخرفة بجميع أنواع الزخارف المحفورة على الحجر على بوابة رئيسية في إحدى القلاع وهذا يذكرنا بشعار الظاهر بيبرس في الفترة المملوكية ، وزخارف النجمة الثمانية والنباتية وزخارف النجوم الوردية .

إن الزائر لقرية كور على حالها اليوم يشعر فورا بالطابع الشرقي والهيبة والوقار للموقع حيث أن شرفات القلاع والقصور في القرية تحليها المشربيات الفخارية المصنعة من فخار أحمر ليحجب المرأة داخل القصر عمن هو داخل إليه من خلال الساحة السماوية المعروفة بالعمارة الإسلامية ، كذلك فان القناطر الضخمة المقصورة التي ترفع الطوابق العلوية في الأبنية تضفي على الزائر الهيبة في عظمة البناء وهيبته إضافة إلى المجسمات التي تعلو الواجهات الخارجية وكأنها معلقة في السماء ، إن أغلب بوابات هذه العمائر الأثرية الضخمة ذات المداخل المفقودة وذات الدرج المتعرج من الحجارة والزخارف الحجرية المحفورة على الحجر تحيط بها يمينا وشمالا مقاعد مصنوعة من الحجر على مداخل البوابات للحراس الذين يقومون بحراسة الشخصيات الهامة بداخل هذه القصور والقلاع