" ناسا" تختبر نظاماً للدفع الفضائي في أشرعة شمسية
راية نيوز: تجري وكالة الفضاء الأميركية «Nasa» اختباراً لإطلاق مركبة فضائية تعمل بالطاقة الشمسية، ضمن برنامجها لتطبيق تكنولوجيا الدفع الفضائي الذي اعتبر حتى وقت قريب ضرباً من ضروب الخيال العلمي. وذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، في تقرير حديث لها، أن الوكالة الأميركية يتوقع أن تختبر نوعاً من أنواع الدفع في مركبة الفضاء «نانو سيل- دي» التابعة لها، والذي يستفيد من زخم جسيمات الضوء «الفوتونات» الموجودة في ضوء الشمس. وأوضح المدافعون عن تلك الخطوة أن الأشرعة الشمسية توفر أفضل وسيلة للسفر بين النجوم.
وتأمل وكالة ناسا لأبحاث الفضاء من وراء تلك الخطوة أن تختبر تكنولوجيا الدفع الفضائي، التي كانت تعد ضرباً من ضروب الخيال العلمي في السنوات القليلة الماضية. وقد بدأت المركبة «نانو سيل ــ دي» رحلتها أخيراً، في خطوة من شأنها أن تكون الانتشار الأول الناجح لشراع شمسي طوال تاريخ برنامج الفضاء الأميركي.
وقال مؤيدون للفكرة إن تلك التكنولوجيا الجديدة ستُقلِّل كمية النفايات الفضائية التي تدور حول الأرض. ونقلت الصحيفة الأميركية في هذا السياق عن «بيل ني»، المدير التنفيذي لجمعية الدراسات الكوكبية في كاليفورنيا، قوله:« إن عالم الإبحار الشمسي هو من الصغر بحيث يجعلنا جميعاً نتقارب إلى حد ما».
وأوضحت الصحيفة أن الأشرعة الشمسية تعمل المبادئ العامة نفسها التي تعمل من خلالها الأشرعة التقليدية. لكن في الوقت الذي يستمد المركب الشراعي قوة الدفع الخاص به من الرياح، فإن الشراع الشمسي يستمد الدفع الخاص به من أشعة الشمس، وهي الإمكانية التي تم تصورها أولاً، بعد أن تبين لعلماء الفيزياء أنه في الوقت الذي لا توجد فيه لجسيمات الضوء، أي كتلة، فإنها تحمل زخماً. وعندما تصطدم بجسم ما، مثل شراع عاكس في الفضاء، فإن بإمكانها أن تنقل ذلك الزخم إلى الشراع وبالتالي للجسم الذي يرفعه.
ومن الممكن أن تخصص المركبة الفضائية التي تعمل بالأشرعة الشمسية جزءاً أكبر من حمولتها للتجارب العلمية، بدلاً من أن تخصصه للوقود والمحرك المكلفين للغاية، اللذين تحملهما المركبات الفضائية اليوم لتصحيح المسار في الرحلات الطويلة أو عند تغيير الارتفاع، للحفاظ على المدار حول القمر أو كوكب ما.
وتابعت «كريستيان ساينس مونيتور» بقولها إن الخلايا الشمسية الرقيقة الموجودة على الأشرعة توفر الكهرباء للمركبة الفضائية. لكن بيل ني أشار إلى أن واحدة من أهم سماتها المبتكرة تنطوي على خاصية التوجيه. فبدلاً من تحريك زاوية الشراع بالنسبة لأشعة الشمس الساقطة، تستعين المركبة ببلورات من الكريستال السائل الموضوعة بطريقة استراتيجية، لتغيير قدرة قسم معين من الشراع من أجل عكس الضوء. وهي الطريقة التي تسمح للمركبة بتغيير المسار، لكن بصورة بطيئة. وتبين أن النظام يستغرق حوالي 24 ساعة لإحداث تغيير بمقدار درجة واحدة في المسار.