خاص | معلمة من الخليل ضمن قائمة أفضل 50 معلما في العالم

2025-12-30 13:22:41

في إنجاز تربوي جديد يسلّط الضوء على الإبداع الفلسطيني رغم التحديات، تأهلت المعلمة مها أبو منشار، معلمة الدراسات الجغرافية في مدرسة ياسر عمرو الثانوية للبنات بمدينة الخليل، إلى قائمة أفضل 50 معلّمًا على مستوى العالم، ضمن تصفيات دولية شارك فيها آلاف المعلمين من مختلف الدول.

وقالت أبو منشار في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إن وصولها إلى هذه المرحلة هو ثمرة عمل متواصل امتد لتسع سنوات من الجهد والاجتهاد داخل الصفوف المدرسية، مؤكدة أن هذا الإنجاز لم يكن هدفًا بحد ذاته بقدر ما كان نتيجة طبيعية لشغفها بالتعليم ورسالتها تجاه طلبتها.

وأوضحت أنها قدّمت خلال مسيرتها المهنية ما يقارب 16 مبادرة تعليمية، ركزت على تعزيز الجوانب المعرفية والوجدانية والحركية لدى الطالبات، وجعلت من مادة الجغرافيا تجربة تعليمية تفاعلية بعيدة عن التلقين والحفظ.

وأضافت أن مشاركتها في هذه المسابقة الدولية جاءت بعد اطلاعها على شروط الترشح، التي وجدت أنها تنسجم بشكل كامل مع ما تطبقه فعليًا على أرض الواقع، من استخدام المجسمات التعليمية، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، إضافة إلى تحويل الصفوف إلى بيئات تعليمية تحاكي الطبيعة والفضاء والجغرافيا الفيزيائية، بما يساعد الطلبة على الفهم العميق وترسيخ المعرفة طويلة الأمد.

وأشارت أبو منشار إلى أن مبادراتها التعليمية بدأت بشكل بسيط، معتبرة إياها في البداية واجبًا مهنيًا تجاه الطالبات، قبل أن يتم تصنيفها لاحقًا كمبادرات رائدة قابلة للتعميم في مدارس أخرى. وأكدت أن دعم إدارة المدرسة كان له دور أساسي في تحويل هذه الأفكار إلى نماذج تعليمية معترف بها.

وفي جانب آخر، شددت المعلمة الفلسطينية على أن هذا الإنجاز يحمل بعدًا وطنيًا، إلى جانب البعد الشخصي، كونه يساهم في إيصال صوت المعلم الفلسطيني إلى المحافل الدولية، وتسليط الضوء على واقع التعليم في فلسطين، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المعلمون والطلبة، وخصوصًا في مدينة الخليل، حيث تقع مدرستها بمحاذاة بؤرة استيطانية وحاجز عسكري يشكل تحديًا يوميًا للعملية التعليمية.

وأوضحت أبو منشار أن إدراج سيرتها الذاتية وتجربتها المهنية ضمن موقع الجائزة يتيح لآلاف المعلمين حول العالم الاطلاع على التحديات التي يواجهها التعليم الفلسطيني، ما يسهم في نقل صورة حقيقية عن واقع المدارس والمعلمين تحت الاحتلال.

وختمت المعلمة أبو منشار حديثها بالتأكيد على أن الوصول إلى قائمة أفضل 50 معلّمًا عالميًا هو بحد ذاته إنجاز ورسالة، مشيرة إلى أن طموحها الأساسي يتمثل في الاستمرار بتطوير التعليم، وتمكين الطلبة، وترسيخ الهوية الفلسطينية من خلال المعرفة والإبداع، مهما كانت نتائج التصفيات النهائية.