نعيم قاسم: الضغوط لن تغيّر موقف المقاومة ولن نسلّم سلاحنا قبل وقف العدوان وتنفيذ الاتفاق

2025-12-28 18:22:57

أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، يوم الأحد، أن كل محاولات الضغط لن تغيّر من موقف المقاومة، قائلاً: "اركبوا أقصى خيلكم وتعاونوا مع أقسى خلق الله، لكننا لن نتراجع ولن نستسلم، وسندافع عن حقوقنا"، مشدداً على أن "المقاومة ستصمد وتحقّق أهدافها ولو بعد حين".

وأشار قاسم، إلى أنه لم يعد مطلوباً من المقاومة أو من الدولة اللبنانية اتخاذ أي إجراء قبل تنفيذ "إسرائيل" لما هو متفق عليه، لافتاً إلى أن هناك من يريد من الجيش اللبناني أن ينفّذ بيدٍ بطّاشة، وأنهم انزعجوا من مشهد التعاون القائم بين الجيش والمقاومة.

وفي كلمة له في الذكرى السنوية لرحيل القائد محمد ياغي، شدد على أن المطلوب اليوم هو وقف العدوان براً وبحراً وجواً، وتنفيذ الانسحاب الكامل، وإطلاق سراح الأسرى، وإعادة إعمار الجنوب، مؤكداً: "لا تطلبوا شيئاً منا بعد الآن، وليس مطلوباً من الدولة أن تتحول إلى شرطي".
وحذّر قاسم من أنّ "إذا ذهب جنوب لبنان لن يبقوا لبنان، وكل اللبنانيين معنيون بالدفاع عنه".
وأوضح أن أكثر من سنة مضت على الاتفاق، شهدت تقديمات وعطاءات من الجانب اللبناني، فيما لم يتوقف العدو الإسرائيلي عن ممارساته، مؤكداً أن الحكومة اللبنانية أضافت تنازلات مجانية في مقابل عدم تقديم "إسرائيل" لأي التزام.

ولفت إلى أن المقاومة التزمت ولبنان التزم بمضمون الاتفاق، في حين واصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته واستمر في الدخول الأمني إلى الأراضي اللبنانية، سائلاً: "أين الدولة من الاختطاف الأخير للضابط المتقاعد أحمد شكر في منطقة زحلة؟".
ورأى قاسم أن لبنان يقف اليوم في قلب العاصفة وحالة عدم الاستقرار، مشدداً على أن الولايات المتحدة الأميركية الطاغية والعدو الإسرائيلي يتحمّلان المسؤولية الرئيسية عمّا يعيشه البلد من أزمات واضطراب.

وأشار إلى أن لبنان يواجه مفصلاً تاريخياً حاسماً وخيارين واضحين: الأول يتمثل في الرضوخ لما تريده أميركا و"إسرائيل" عبر الوصاية وبداية تفتيت لبنان، أما الخيار الثاني فهو نهضة لبنان واستعادة سيادته من خلال طرد "إسرائيل".

ونوّه قاسم إلى اطمئنان وثقة حزب الله بمساره كمقاومة، مشدداً على أنه سيبقى عزيزاً وقوياً وشجاعاً مهما كانت التضحيات، موجهاً رسالة إلى "الأعداء بأنهم شاهدوا جانباً من بأس المقاومة في معركة أولي البأس الأخيرة".
وأكّد نعيم قاسم أن نزع السلاح هو مشروع أميركي-إسرائيلي، حتى لو جرى تسويقه في هذه المرحلة تحت عنوان حصرية السلاح، داعياً إلى تأجيل طرح هذا المطلب لعدم منطقيته في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن طرح موضوع السلاح بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المتواصل يعني العمل لمصلحة "إسرائيل"، مؤكداً أن الأميركي والإسرائيلي يهدفان من خلال هذا الطرح إلى إنهاء المقاومة في لبنان.

وأضاف أن هذا المشروع يستهدف إنهاء القدرة العسكرية للبنان، وضرب قدرة فئة وازنة، وزرع الخلاف مع حركة أمل، وإثارة الفتنة بين المقاومة والناس، إضافة إلى إبقاء الاحتلال للنقاط الخمس واستمرار القتل من دون محاسبة.

وشدد قاسم على أن على "العدو تنفيذ الاتفاق ووقف انتهاكاته أولاً، وبعدها يمكن مناقشة استراتيجية الأمن الوطني بما يخدم مصلحة لبنان".


وأكّد الأمين العام لحزب الله حق اللبنانيين في الدفاع عن أنفسهم، مشدداً على أن حزب الله يشارك في بناء الدولة اللبنانية ويقدّم أفضل نموذج في هذا المسار.

ولفت إلى أن مسار حزب الله في لبنان مشرق ومضيء، لافتاً إلى أنه حرّر لبنان وليس جنوبه فقط، بالتعاون مع الجيش والشعب وكل الفصائل المختلفة.

كما شدد نعيم قاسم على أن الحزب اتسم بـنظافة الكف والابتعاد عن الفساد، والتزم بخدمة الناس وتحمل مسؤولياته الوطنية والاجتماعية.