خاص | ترامب ونتنياهو أمام اختبار غزة: لقاء حاسم يهدد أو ينقذ الاتفاق

2025-12-28 09:47:38

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية من القاهرة، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمر بمرحلة بالغة الحساسية، في ظل تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية، محذرًا من أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يحدد مصير هذا الاتفاق سلبًا أو إيجابًا.

وأوضح الرقب، في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن الخطة الأمريكية المكوّنة من 20 بندًا قُسّمت إلى عدة مراحل متداخلة، مشيرًا إلى أن إسرائيل حصلت على ما يهمها في المرحلة الأولى، والمتمثل في ملف الأسرى الإسرائيليين أحياءً وأمواتًا، وتسعى حاليًا إلى التهرب من استحقاقات المرحلة الثانية.

وأضاف أن الاحتلال يطرح شرطين أساسيين يعرقلان التقدم، الأول تسليم جثمان آخر أسير إسرائيلي في غزة، والثاني نزع سلاح المقاومة، معتبرًا أن هذين الشرطين غير منطقيين في ظل الواقع الميداني، خاصة مع وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض نتيجة حجم الدمار الهائل الذي تعرض له القطاع.

وحذّر الرقب من مخطط إسرائيلي للبقاء في “جيوب أمنية” داخل قطاع غزة خلال المرحلة الثانية، تمتد من منطقة السودانية شمال غرب القطاع وصولًا إلى شرق مدينة غزة، إضافة إلى محاور وحواجز جديدة تفصل شمال القطاع عن مدينة غزة، مؤكدًا أن الاحتلال لا يرغب بالانسحاب إلى ما يُعرف بالخط الأحمر.

وأشار إلى وجود مؤشرات ميدانية على استعداد الاحتلال للمرحلة الثانية، رغم مماطلته السياسية، لافتًا إلى تصريحات واضحة صدرت عن قيادات جيش الاحتلال ووزير الحرب بشأن التوسع الأمني والاستيطاني داخل غزة.

وفيما يتعلق بالترتيبات الدولية، أوضح الرقب أن هناك تقدمًا في بعض الملفات، مثل تشكيل قوة استقرار دولية وإدارة مدنية للقطاع، حيث عُقدت اجتماعات شاركت فيها دول إقليمية، من بينها تركيا، وجرى بحث صلاحيات هذه القوات وآليات عملها، إلا أن الإعلان الرسمي لا يزال بانتظار حسم التفاصيل.

وانتقد الرقب بشدة الخلافات الفلسطينية حول تشكيل لجنة التكنوقراط التي ستدير قطاع غزة، معتبرًا أن عدم التوافق في اجتماعات القاهرة أضعف الموقف الفلسطيني، وفتح المجال أمام الولايات المتحدة لملء هذا الفراغ وفرض رؤيتها، رغم محاولات مصر وقطر وتركيا الإبقاء على دور فلسطيني في تسمية إدارة غزة.

وختم الرقب حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا، محذرًا من أن استمرار الانقسام سيجعل مستقبل وقف إطلاق النار وإدارة غزة مرهونًا بالإرادة الإسرائيلية والأمريكية.