خاص | كيف يتأقلم أهالي غزة مع الظروف الجوية في ظل انعدام الخيارات؟
يواجه النازحون في قطاع غزة أوضاعًا إنسانية شديدة القسوة مع استمرار تأثير المنخفضات الجوية المتتالية، في ظل انعدام الخيارات وغياب الحد الأدنى من مقومات الحماية، حيث تحولت الخيام المصنوعة من النايلون والبلاستيك المقوّى إلى مصدر خوف دائم لأصحابها.
وأفادت مراسلة شبكة رايـــة الإعلامية من غزة ربا خالد، أن الرياح العاتية التي ضربت القطاع خلال الساعات الماضية لم تترك مجالًا للراحة أو النوم، ليس فقط بسبب الأمطار وشدة البرودة، بل نتيجة الأصوات المرعبة التي أحدثتها الخيام تحت ضغط الرياح، ما أبقى العائلات في حالة قلق مستمر خشية تمزقها أو تطايرها في أي لحظة، وتعريضهم وأطفالهم للعراء.
وأضافت خالد أن الفرق الطبية رصدت خلال الأسابيع الماضية إصابات خطيرة بين الأطفال نتيجة ضربات الصقيع والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، وسط نقص حاد في وسائل التدفئة والملابس، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من الأطفال خلال المنخفضات الجوية السابقة، إلى جانب تسجيل حالات واسعة من الالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي.
وفي شمال قطاع غزة، حذّرت المراسلة من خطر انهيار المباني المدمرة جزئيًا، حيث سُمعت أصوات انهيارات قوية خلال الليلة الماضية، تسببت بتطاير حجارة وأعمدة خرسانية باتجاه خيام النازحين القريبة، في ظل اضطرار السكان لنصب خيامهم بين أنقاض المنازل أو في الطرقات العامة لغياب المساحات الآمنة.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع المناطق التي يسيطر عليها، حيث باتت تشكل نحو 63% من مساحة قطاع غزة بعد أن كانت 53%، عبر تحريك ما يُعرف بالخط الأصفر يوميًا، ما يزيد من التضييق على السكان ويقلص المساحات المتاحة للنازحين، ويعقّد وصول مركبات المياه والمساعدات الإنسانية.
وتختتم خالد بالتأكيد على أن هذه الظروف تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل استمرار العدوان، وغياب أي حلول إنسانية عاجلة تحمي آلاف العائلات من قسوة الشتاء والمخاطر المحدقة بحياتهم.