بالفيديو | شحادة يكشف لراية حقيقة تقليص دعم إنتاج الخبز في غزة

2025-12-24 17:16:24

رغم توقف الحرب، لا تزال معركة لقمة العيش مستمرة في قطاع غزة، حيث يشكّل الخبز العصب الأساسي للأمن الغذائي لمئات آلاف المواطنين الذين عايشوا خلال الحرب واحدة من أقسى أزمات الخبز في تاريخ القطاع، حين اضطر السكان إلى طحن كل ما هو متاح وتحويله إلى خبز بأي وسيلة ممكنة.

وفي هذا السياق، أكد سمير شحادة، صاحب شركة مخابز العائلات في قطاع غزة، أن المخابز تحاول الصمود وتوفير الخبز رغم التحديات الهائلة، واصفًا هذا الصمود بـ«الهش» في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة.

وقال شحادة في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إن المخابز، سواء أثناء الحرب أو بعدها، تدرك أن الخبز يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن الجهود تبذل للحفاظ على الاستقرار قدر الإمكان، رغم شح الإمكانيات وتضرر عدد كبير من المخابز بفعل القصف.

وأوضح أن برنامج الأغذية العالمي يلعب دورًا محوريًا في استمرار عمل المخابز، حيث يزوّد مخابز العائلات بالدقيق وكافة مستلزمات الإنتاج، إضافة إلى الوقود، ما يمكّن المخبز الرئيسي من إنتاج نحو 23 ألف ربطة خبز يوميًا بوزن 2 كيلوغرام للربطة الواحدة، أي ما يعادل قرابة 550 ألف رغيف يوميًا.

وبيّن شحادة أن الخبز المنتج يوزَّع مجانًا على مراكز إيواء النازحين، فيما يُباع الجزء المدعوم عبر بعض المتاجر بسعر منخفض، إذ تحصل الماركتات على الربطة بسعر شيكلين وتُباع للمواطن بثلاثة شواكل فقط، مؤكدًا أن هذا السعر لا يعكس التكلفة الحقيقية لولا الدعم الدولي.

وأشار إلى أن الفترة السابقة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الخبز في السوق السوداء، نتيجة نقص الإنتاج وتضرر المخابز وقلة الدعم، إضافة إلى انعدام قطع الغيار وصعوبة الصيانة، وهو ما أثر بشكل مباشر على القدرة الإنتاجية.

وحذّر شحادة من أن شح الوقود وقطع الغيار يُعد من أخطر التحديات التي تهدد استمرار عمل المخابز، موضحًا أن الوقود غير متوفر في الأسواق المحلية، وإن وُجد يُباع بأسعار خيالية تصل إلى 60–70 شيكلًا للتر الواحد، ما يجعل تشغيل أي مخبز دون دعم شبه مستحيل.

وأضاف أن توزيع الخبز يتم بالكامل بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي، الذي يتولى وضع خطط التوزيع وتحديد الجهات المستفيدة، سواء مراكز الإيواء أو الأسواق، مؤكدًا أن دور المخابز يقتصر على الإنتاج وفق الكميات المتفق عليها.

حقيقة تقليص دعم إنتاج الخبز في غزة

وحول الحديث المتداول عن تقليص دعم برنامج الأغذية العالمي، طمأن شحادة المواطنين بأن الدعم الأساسي للطحين والوقود سيستمر، مشيرًا إلى أن التقليص سيشمل مواد ثانوية مثل السكر والملح والخميرة، وهي تغييرات لن يشعر بها المواطن ولن تؤثر على سعر الخبز.

وأكد شحادة في حديثه لـ "رايـــة" أن توقف الدعم كليًا سيؤدي إلى كارثة حقيقية، إذ قد تصل تكلفة ربطة الخبز إلى عشرة أضعاف السعر الحالي، وقد يتجاوز سعر الكيلو الواحد 20 شيكلًا، ما يجعل الخبز خارج متناول غالبية السكان.

وختم شحادة بتوجيه نداء عاجل للمؤسسات الدولية للسماح بإدخال قطع غيار المخابز والمعدات اللازمة، وإعادة تأهيل المخابز المدمرة، مؤكدًا أن استمرار دعم الخبز مسألة حياة أو موت لأهالي قطاع غزة، في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية توصف بأنها الأقسى عالميًا.