خاص| تصعيد استيطاني في الضفة.. مخطط لإقامة 1200 بؤرة جديدة لصالح “بيت إيل”

2025-12-24 12:01:10

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها الميداني في الضفة الغربية، عبر اعتقالات واقتحامات وهدم منازل، بالتوازي مع إعلان خطط استيطانية جديدة، في خطوة وصفها خبراء بأنها تمثل أخطر مراحل المشروع الاستيطاني منذ عقود.

وأعلن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس نيته إقامة 1200 وحدة استيطانية لصالح مستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي المواطنين عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

الاستيطان جريمة حرب

من جانبه، قال الخبير في شؤون الاستيطان الدكتور حسن بريجية في حديث لـ"رايــة"، إن التصعيد الاستيطاني الحالي يأتي في سياق استغلال الاحتلال للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، معتبرًا إياها “فرصة ذهبية” لفرض وقائع جديدة على الأرض.

وأضاف أن خطورة الإعلان الأخير تكمن في صدوره عن وزير جيش الاحتلال، ما يشكل، وفق القانون الدولي، انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف الرابعة ولوائح لاهاي، مؤكدًا أن تحويل معسكرات عسكرية إلى مستوطنات يمثل دليلًا قانونيًا إضافيًا على ارتكاب جرائم حرب.

وأشار بريجية إلى أن الاستيطان غير شرعي بموجب قرارات مجلس الأمن، وفتاوى محكمة العدل الدولية، آخرها فتوى عام 2024، محذرًا من أن هذه السياسات تستهدف القضاء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وقيام دولته المستقلة.

وأكد أن ما يجري في الضفة الغربية يشكّل تهجيرًا قسريًا ممنهجًا تتحمل القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية مسؤوليته الجنائية الدولية.

مشروع شامل لإعادة هندسة الضفة

بدوره، حذر الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي من أن الضفة الغربية تشهد أخطر حملة استيطانية منذ عقود، مؤكدًا أن ما يجري لا يقتصر على إعادة مستوطنين إلى مناطق محددة مثل مستوطنة صانور شمال جنين، بل يشكل مشروعًا شاملًا يستهدف كامل الضفة.

وأوضح الهندي، في حديث خاص لـ"رايـة" أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بما فيها الحالية، مهّدت قانونيًا وسياسيًا لعودة المستوطنين إلى مناطق أُخليت سابقًا.

وأضاف أن الحملة الحالية تشبه إلى حد كبير موجة الاستيطان في عهد حكومة إسحاق شامير (1989–1992)، حين جرى بناء آلاف الوحدات دون إسكان فعلي، ضمن مخطط استراتيجي طويل الأمد.

وأشار إلى أن الاحتلال يعمل حاليًا على إعداد بنية تحتية استيطانية لعشر سنوات قادمة، بهدف توطين مليون مستوطن في الضفة الغربية، رغم تراجع الهجرة إلى إسرائيل ووجود هجرة معاكسة بفعل الحرب.