"لقاءات الدوحة".. باحث في قضايا الصراع لراية: توحيد الصف الفلسطيني هو المدخل الوحيد لإنقاذ غزة
تركّزت اللقاءات التي استضافتها الدوحة مؤخرًا على ملفات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، وآليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب نقاشات سياسية تتعلق بمستقبل إدارة القطاع وإعادة الإعمار، في ظل الدور المحوري الذي تلعبه قطر في الوساطة بين الأطراف المختلفة.
وقال الباحث في قضايا الصراع، الدكتور صالح عوض، إن زيارة حسين الشيخ إلى قطر تأتي في مرحلة بالغة الحساسية، حيث باتت كل الأطراف الفلسطينية معنية بالوصول إلى صيغة سياسية مشتركة تخرج القضية الفلسطينية من حالة الاستهداف والتهميش.
وأضاف عوض، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن المرحلة الراهنة تفرض على الفلسطينيين “التنازل عن بعض الصيغ والخطابات السابقة”، والتقدم نحو رؤية جامعة، محذرًا من وجود مناورات تهدف إلى إخراج جميع الأطراف الفلسطينية من المشهد السياسي تدريجيًا.
وأوضح أن الحديث المتكرر عن اشتراط إصلاحات على السلطة الفلسطينية، مقابل طرح سيناريوهات لإقصاء حركة حماس من المشهد السياسي، يعكس سياسة “التجزئة والقضم”، مؤكدًا أن توحيد الصف الفلسطيني السياسي يشكّل طوق نجاة للسلطة والفصائل على حد سواء، سواء المنضوية في منظمة التحرير أو خارجها.
وحول الجدل المتعلق باحتمال عقد لقاءات مع فصائل من قطاع غزة، أشار عوض إلى أن حالة التكتم والضبابية المقصودة تعود إلى اعتراضات سياسية إسرائيلية مباشرة على أي توحيد للموقف الفلسطيني، لافتًا إلى أن الاعتراف الدولي الواسع بالدولة الفلسطينية لم يقابله موقف أميركي حاسم، بل شهد مؤشرات تراجع وضغوط سياسية متزايدة.
وبيّن أن المطلوب فلسطينيًا هو التوصل إلى تفاهمات سياسية عميقة بعيدًا عن السجالات الإعلامية، وصولًا إلى موقف فلسطيني موحد يعلن بوضوح رؤية سياسية جامعة، خصوصًا في ظل الحديث المتصاعد عن “اليوم التالي للحرب”.