الصحة العالمية: تحسّن طفيف في الرعاية الصحية بغزة مع نقص الإمدادات والمعدات الطبية

2025-12-12 21:41:11

قالت منظمة الصحة العالمية إن غزة تشهد تحسنا طفيفا في توافر الرعاية الصحية، إلا أن القطاع لا يزال يعاني من تدهور حاد ونقص مستمر في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى.

جاء هذا على لسان الدكتور ريك بيبركورن، الذي تحدث من غزة إلى الصحفيين في جنيف، في آخر مؤتمر صحفي يعقده بوصفه ممثلا لمنظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأوضح أن 50% من مستشفيات غزة تعمل جزئيا، لكنه أشار إلى عدم تمكن الوصول إلى المستشفيات بالنسبة لـ 37 ألف شخص في شمال غزة.

وأضاف، أن المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة يقعان حاليا خارج "خط وقف إطلاق النار"، بينما يقع مستشفى الشهيد كمال عدوان "داخل منطقة التنسيق".

وقال إن منظمة الصحة العالمية حاولت إنشاء مركز رعاية صحية في مستشفى الشهيد كمال عدوان، "لكن للأسف، مُنعنا من بدء هذا العمل"، وبدلا من ذلك، حددت المنظمة موقعا قريبا في بيت لاهيا، وسيبدأ العمل قريبا لتفعيل الخدمات هناك.

أما في مدينة غزة، ذكر ممثل المنظمة أن مستشفى الشفاء عاد للعمل، بشكل جزئي، كمستشفى رعاية صحية من الدرجة الثالثة، مع تشغيل العديد من الخدمات.

وأضاف، أن منظمة الصحة العالمية دعمت تجديد محطة تحلية المياه التابعة للمستشفى، مما مكّن خدمات غسيل الكلى من العمل بكامل طاقتها.

إبداع غزة

وفي جميع أنحاء غزة، قال بيبركورن إن الإبداع المحلي هو ما يدفع التحسينات في القطاع الصحي. وقال: "ترى الكثير من أعمال إعادة التأهيل جارية. لكن جميعها إبداعية، لأنه لا توجد مواد بناء تدخل، لذا فهم يستخدمون مواد من جميع أنحاء غزة من المباني المدمرة بشكل كبير ويعيدون استخدامها لتجديد المستشفيات بطريقة إبداعية للغاية".

لكن المسؤول الأممي شدد على وجود نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية والأدوية الأساسية في جميع المجالات الحيوية، بما في ذلك علاج أمراض القلب، وزراعة الكلى، وغسيل الكلى، وجراحة العظام، والعلاج الكيميائي، وغيرها. وقال: "الخلاصة هي أن 50% من الأدوية المدرجة في قائمة الأدوية الأساسية إما معدومة أو شبه معدومة".

كما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن خدمات التصوير الطبي، وقسطرة القلب، وعلاج الأورام لا تزال شحيحة، حيث لا يتوفر جهاز رنين مغناطيسي في القطاع، بينما لا يوجد سوى جهازي تصوير مقطعي محوسب لتغطية احتياجات أكثر من مليوني نسمة.

وأوضح بيبركورن أن جميع هذه الإمدادات غير متوفرة "حتى في المستشفيات العامة الصغيرة في جميع أنحاء العالم". وشدد على ضرورة إعادة النظر في مفهوم "الاستخدام المزدوج"، مضيفا أنه يجب منح الإمدادات الطبية موافقة شاملة لدخول غزة وتسريع وصولها لتلبية الاحتياجات العاجلة.

ظروف إيواء مزرية

وقال بيبركورن، إن فصل الشتاء البارد والممطر "يجعل الناس أكثر عرضة للأمراض" في ظل تدهور أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل حاد، وظروف الإيواء المزرية.

وأضاف، أن آلاف العائلات تلجأ إلى مناطق ساحلية منخفضة أو مليئة بالأنقاض، تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي والحواجز الواقية، فيما زادت العاصفة "بايرون" التي ضربت غزة بقوة من معاناة العائلات النازحة أصلا.

وأضاف: "أفيد بوفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص خلال الـ 24 ساعة الماضية بسبب الأمطار الغزيرة، مما يُبرز الظروف الخطيرة التي تواجهها العائلات التي لا تجد مأوى آمنا".

وقال إن الظروف الشتوية، إلى جانب سوء خدمات المياه والصرف الصحي، من المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة.

الإجلاء إلى الضفة

وأشار الدكتور بيبركورن إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت هذا الأسبوع من إجلاء 25 مريضا و92 مرافقا إلى أوروبا، بما في ذلك إيطاليا والنرويج وبلجيكا ورومانيا. وبذلك يرتفع إجمالي عدد المرضى الذين تم إجلاؤهم منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 10,645 مريضا، من بينهم 5,632 طفلا.

في غضون ذلك، لا يزال أكثر من 18,500 مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي من غزة. ودعا ممثل المنظمة الدول إلى استقبال المزيد من المرضى من القطاع، وإلى استئناف عمليات الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

وقال: "هناك وقف لإطلاق النار. لا يوجد سبب يمنع إعادة فتح مسار الإحالة التقليدي هذا - وهو المسار الأكثر فعالية وكفاءة - إلى مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية".

وأكد، أن منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لتسريع عمليات الإجلاء الطبي يوميا حيثما دعت الحاجة وكان ذلك ممكنا، مضيفا أن طريق الإجلاء الطبي إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية "يجب فتحه الآن".