نحو عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح
إن قوة وتماسك حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح تعني قوة وحضور القضية الفلسطينية على الساحة العربية والدولية والاقليميه وفرضها كأولوية للصراع مع الاحتلال، وبالمقابل فإن تواصل الصراعات داخل الحركة، أو حولها تشكل أداة إضعاف للنسيج والموقف والقيادة والكادر.
أن هناك من القوى المعادية مَن تراهن على تشظي الحركة، وضمن مخطط لإفشالها أو إنهائها وإسقاط دورها، و تدرك قوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية كلها حجم مخاطر انقسام أو ضعف حركة فتح أوإضعافها على الساحة العربية والدولية، وعلى ذات الفصائل لذا تصرخ بضرورة نهوض وبناء وتقوية حركة فتح.
إن من مخاطر إضعاف حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح غياب الوجه الوطني الديمقراطي المدني الجامع للكل الفلسطيني.
إنه الوجه الحضاري المشرق في خضم حضارتنا العربية الاسلامية بالاسهامات المسيحية المشرقية المنفتحة، وهي حضارة منطقتنا الوسطية والنضالية والمتميزة.
وما قد يؤدي للضغط على الحركة في ظل الانقسام الداخلي أو الركود التنظيمي أو الإضعاف الخارجي المخطط له من دول مأمورة، وكيانات فاسدة لتقديم المزيد من التنازلات لصالح الاحتلال، وتحطيم الحركة التي ما نشأت منذ انطلاقتها عام 1965 الا لهدف واحد وهو تحرير فلسطين وستظل.
كما إنه في إضعاف الحركة وتجريدها من عقلها المستنير وقوتها الحراكية (الديناميكية) يضعف المسعى الوطني والعربي والتضامني العالمي بالاتجاهات العالمية، سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا وقانونيًا...، ما قد يؤدي لفرض التركيع والحلول على الشعب الفلسطيني وفق أهواء ومصالح دول إقليميه تسعى لانخراط الاحتلال الصهيوني مهيمنًا على المنطقة، ومستتبعًا كل دولها، دون تحقيق تنفيذ استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني (على المتاح من الأرض) والتي اعترف بها ما يقارب 160 دولة في العالم.
لماذا المؤتمر العام الثامن؟
والى المقدمة فيما سبق يمكن أن نعدد أهمية وضرورة عقد المؤتمر كالتالي:
1-المؤتمر العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح هو السلطة العليا التي تقرر السياسات وتختار القيادة، ويجب أن يُعقد عبر آليات ديمقراطية شفافة لتعزيز الشرعية والتجديد.
2-المؤتمر يجسد ضرورة حركية داخلية وتنظيمية ملحة لإعادة تعريف دور الحركة أمام التحديات السياسية الراهنة، بما فيها تغول الاستيطان وحصار المشروع الوطني الفلسطيني، واحتماليات الضم للضفة ونتائج العدوان والمقتلة والنكبة الثانية في قطاع غزة، وإثر اعترافات متجددة بدولة فلسطين بالعالم والآليات المتوجب اتخاذها لتنفيذ وتحقيق دولة فلسطين على الواقع الجغرافي ودور حركة فتح وكافة أطرها.
3- إطلاق حوار فتحاوي داخلي موسّع ضمن الاطرالحركية من اجل اتخاذ خطوات عملية ملزمة لتحقيق مصالحات حركية تهدف الى توحيد صفوف الحركة حتى نذهب الى المؤتمر موحدين لضمان نجاح المؤتمر وذلك وفق الآليات المتبعة.
4-تجديد الرؤية الوطنية والاستراتيجية العامة: المؤتمر الثامن يجب أن يفرز برنامجًا سياسيًا جديدًا يواكب التحديات ويضع الخطط اللازمة لمواجهتها.
5-تفعيل وتمتين علاقات حركة فتح مع قوى حركات التحرر والأحزاب والحراكات العالمية الجديدة التي برزت إثر العدوان على غزة والضفة.
6-تحقيق تمازج الأجيال ما بين القيادة الحالية والقيادات الواعدة في إطاروحدة الحركة ونقل التجرية واستمرار المسيرة.
7-رفض أي تغيير حركي قيادي خارج صناديق الاقتراع لأن ذلك يفقد النظام الحركي شرعيته.
8-العمل على تمتين المشروع الوطني عبر حوار وطني جاد يؤدي الى اعادة الفصائل وخاصة الشعبية والديموقراطية لحضن م ت ف
9-قراءة المشهد في قطاع غزة في ظل التطورات الداهمة، والعمل على استعادة القطاع للشرعية الوطنية، وتجديد القيادات الحركية في القطاع.
10-بناء مؤسسة تنظيمية حديثة قائمة على الكفاءة والمعايير وليس الأشخاص. وضرورة وضع حد للزعران والانتهازيين والسفهاء الذين شوهوا الحركة،أو ركبوا على ظهرها، وبناء جيل ثوري ذو ديمومة نضالية حتى تحرير فلسطين، ووضع الحد لأساليب الإقصاء الفردية، والولاءات الشخصية والمناطقية التي أضعفت الحركة.
ماذا نريد من مؤتمر حركة فتح القادم؟
أولا:- العمل على بناء رؤيا واستراتيجية وطنية فتحوية تجمع أبناء الحركة، ثم الكل الفلسطيني على برنامج عمل موحد بمواجهة العدو الرئيس أي الاحتلال الصهيوني، والكفاح ضد مخططاته بالقتل والتهجير والفصل العنصري، وضد روايته الأسطورية المزيفة حول فلسطين، وبالمقاومة والثورة ضد مخططاته الاستيطانية/الاستعمارية والتهويدية ومصادرته المتواصلة لأراضينا وتغول مليشياته الإرهابية، وفضحه في المحيط العربي وعالميًا، وتحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني (حسب اعلان الاستقلال عام 1988م) والمعترف بها كعضو مراقب منذ العام 2012م.
ثانيا :- ضرورة إعادة البناء التنظيمي الفتحوي على قواعد صلبة عبر تثبيت العضوية وفق النظام الداخلي، وفي كافة الأقاليم بالداخل والخارج، وتفعيل النشاطات التثقيفية والفكرية والسياسية والاجتماعية والنضالية الميدانية والجماهيرية.
ثالثا:- استعادة ثقة الكوادر والجماهير ببرنامج حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح عبر تضييق الفجوة بين القيادة والقاعدة من جهة بالتواصل السليم من أعلى الى أسفل وبالعكس عبر تفعيل آليات الحوار الديمقراطي والنقد والنقد الذاتي في نطاقه، وعبر تضييق الفجوة بين كوادر التنظيم وقاعدته الشعبية العريضة ممثلة ببحر الجماهير، وحماية منجزات حركتنا المتحققة بتكريسها للفكر والعطاء والمفاهيم السبعة التالية: بالكيانية والشخصية الوطنية الجامعة والهوية النضالية والديمقراطية والوسطية والاستقلالية والوحدوية. ووضع حد لسياسة الاستزلام (التحشيد الشخصي) والفئوية أو المناطقية وضرورة انصهار الجميع (كافة التجارب) في بوتقة النضال وتحت راية التحرير
رابعا :- ضرورة تبني سراطية "استراتيجية" تقود لانهاء الانقلاب المدمر (منذ العام 2007م) والانقسام الناتج عنه، وتوحيد فصائل الشعب الفلسطيني حول منظمة التحرير الفلسطينية، وأن تكون مخرجات المؤتمر مرتبطة ببرنامج للتحرير والتحرر من الاحتلال الصهيوني ومحكومة بسقف زمني وآليات وفق ما أكده الرئيس محمود عباس بخطاباته ومنها بالجمعيه العامه للأمم المتحدة.
خامسًا: وضع الخطط اللازمة لتفعيل الكل الوطني في داخل فلسطين، وفي خارج فلسطين حيث العدد الموازي أو الأكبر من الشعب الفلسطيني الذي يجب أن تكون له كلمته وصوته وبرامجه الداعمة لفلسطين في إطار حق العودة، وفي إطار النضال والاستراتيجية الموحدة.
سادسًا- العمل على دعم انجاز تحقيق حكومة وحدة وطنية قادمة ببرنامج محدد يهدف الى انقاذ قطاع غزة واستعادته للشرعية، وانجاز ملف الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
سابعًا: دعم دور لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، أوما يسميه البعض الإطار القيادي الموحد، للاجتماع الدوري بشكل مؤقت تمهيدًا لضم كل مكونات العمل الوطني ضمن (م.ت.ف).
سابعًا: بناء استراتيجية فلسطينية شاملة وخطة تنمية اجتماعية-اقتصادية لتجفيف ينابيع الاستعمار/الاستيطان، والانفكاك عن الإسرائيلي وتحقيق التواصل السليم مع دول الامة العربية والاسلامية.
مخطط التجهيز(التحضير) لانعقاد المؤتمر العام ال8 لحركة فتح
اللجنة التحضيرية العليا:
تتشكل كما العادة برئاسة عضو لجنة مركزية، وتضم ممثلين عن: المجلس الثوري، المجلس الاستشاري، الكوادر، المرأة، الشباب، الشتات، ومن مهامها
· انهاء خريطة العضوية للمؤتمرالعام
· تحديد موعد الانعقاد (المقدرعام 2026م)
· مكان الانعقاد (في الوطن، أم هناك بدائل أخرى. ودراسة إمكانية استخدام التواصل عبر "المؤتمر المرئي" في برنامج زوم أو خلافه).
· دراسة امكانية عقد 3 مؤتمرات في ساحات الضفة وقطاع غزة، وفي الخارج لانتخاب المجلس الثوري، منفصلًا ضمن فكرة الحصص لكل منطقة /ساحة مما سبق.
· دراسة إمكانية عقد مؤتمر لمناقشة التقارير منفصلًا عن آليات الانتخاب (بعد أسبوع مثلًا).
· تجهيز التقرير السياسي والتقرير الوطني والتقارير الأخرى
· تجهيز النظام الداخلي للنقاش، ثم الإقرار داخل المؤتمر
· تجهيز اللوائح (الداخلية الأخرى).
· الاتصالات لتوفير التغطية المالية، ومع الأحزاب والمنظمات الصديقة.
خريطة العضوية في المؤتمر الثامن للحركة
البدء بعقد مؤتمرات الأقاليم، تمهيدًا لحصر العضوية
حصر العضوية والتمثيل للمؤتمر-حسب النظام الداخلي
اعتماد أسماء أعضاء المؤتمر (أعضاء اللجنة المركزية، المجلس الثوري، أقاليم الداخل والخارج، المنظمات الشعبية، الأسرى، العسكريين المتقاعدين، المرأة، الشبيبة....).
تدقيق كشوف العضوية واعتمادها بشكل رسمي.
إعداد الوثائق الأساسية:
التقرير السياسي (التحديات الحالية والقادمة، و الإنجازات و الرؤية الوطنية والاستراتيجية).
التقرير التنظيمي (حالة الحركة وهيكليتها، والتوصيات للاستنهاض والبناء، والتغيير).
التقرير الوطني والاجتماعي والاقتصادي (السلطة، الاقتصاد، الاجتماع....)
التقرير المالي.
النظام الداخلي (بعد اتمام مقترح تعديله)
مسودات القرارات واللوائح الداخلية الأخرى المعدلة.
تجهيز خطة إدارية لعقد المؤتمر (الأعضاء، الضيوف، التنقل، اللجنة الإدارية، الميزانية....)
تجهيز خطة إعلامية لتغطية أعمال المؤتمر.
تجهيز رسائل الدعوات للأحزاب والهيئات والمنظمات الصديقة.
خاتمة: لقد طال عمر اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة عن المدة المقررة لانعقاد المؤتمر العام الذي وجب انعقاده كل 5 سنوات حسب النظام، حتى بلغ ضعف المدة.
وخلال هذه المدة عصفت بفلسطين الأزمات والأخطار والعدوانات الصاعقة التي طالت البلاد شمالًا وجنوبًا، كما طالت الشعب بالوطن والخارج. وحجم المتغيرات الداهم خاصة مع النكبة الثانية (2023-2025م) التي لم يحصل مثلها بالتاريخ قط (نكبة ومقتلة غزة وصمود الشعب)، التي وجب التوقف عندها مطولًا، ولو بمؤتمر مراجعة وطنية (بل وعربية) عام يسبق مؤتمر الحركة ما لا يغني عن حصول مثل ذلك داخل المؤتمر، ما يعتبر اعترافًا وطنيًا بحجم الخسارة والفشل والضعف الذي أصاب حركة المقاومة والثورة والحركة الوطنية عمومًا التي كان من الأجدر بها بعد وقف نار العدوان على غزة التنادي لتعترف بأخطاء تقديراتها وعدد من قراراتها والخيارات وما كان من إهمال الشعب بالحسابات، ولنقد ذاتها والمراجعة وتحديد ملامح المرحلة القادمة بمسؤولية تاريخية أصيلة.
إن حركة فتح مازالت تمثل بنت فلسطين أو أم فلسطين بفكرها وتاريخها وانجازاتها الوطنية وبقدرتها الرحبة بالتعامل مع الناس، واتساع حضنها، وبقدرتها على الدوس على الأشواك، وصناعة المستقبل القادم، وذلك على نهج الرئيس والزعيم الراحل ياسر عرفات أبوعمار وجميع صحبه من الرواد الكبار الاوائل، وهي الحركة التي وضعت فلسطين والشعب أولًا لتنفذ وتمر بجدارة من مآزق المراحل الدقيقة بأقل الخسائر، إنها الحركة التي تشبه الشعب الفلسطيني ولون الأرض فهي بلون التراب الذي يمتص كافة الألوان والتوجهات والاختلافات مادامت لا تحمل الا بوصلة واحدة تشير فقط الى فلسطين.
إن عقد المؤتمر العام الثامن لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح يشكل استحقاقًا وتجديدًا للأفكار والوسائل والاستراتيجيات والرؤى ويحقق نقلة ضرورية في ظل المتغيرات الداهمة ونقطة إنطلاق لا بد أن تكون على طريق تحرير فلسطين والله معنا، وانها لثورة حتى النصر.