سباق السلحفاة السياسية مع الطائرة الحربية

2025-11-28 10:46:29

استثمر العالم بإجماع دوله ذات الصلة بالشرق الأوسط بالرئيس دونالد ترمب، حتى الصين وروسيا المشتبكتين معه في تنافسٍ على حافة حربٍ باردة، استثمرتا فيه بالامتناع عن قلب الطاولة على رأسه، من خلال الامتناع عن استخدام الفيتو، بما يُفشل سياسته الشرق الأوسط وخصوصاً في الفصل الساخن منها، وهو الحرب على غزة وامتداداتها.

بعد أسابيع من صدور قرار مجلس الامن الذي يحمل الرقم 2803، يبدو أن الإنجاز الذي اعتبره ترمب أفضل ما فعل في ولايته الثانية، آخذٌ بالتآكل، وبفعل تمسكنا بالأمل نقول إنه متعثرٌ حتى الآن.

ولنوسع مساحة الرؤية للمشهد بصورته الراهنة.

لبنان.. تتعثر جهود وقف الحرب عليه، وتتحدث إسرائيل صراحةً عن أن استئناف الحرب هو مسألة وقت.

غزة.. تتواصل الحرب عليها ويتعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية، مع استنساخ السيناريو اللبناني عليها، بالانتقال من مرحلة حربٍ شاملة، إلى حربٍ انتقائية، ورغم انخفاض مستوى القتل والتدمير والجوع، فإن جثتين لم تسلما بعد لإسرائيل كافيتان لأن تكونا ذريعةً لاستئناف الحرب وتذويب المرحلة الثانية قبل أن تبدأ.

الضفة.. تشهد حملةً عسكريةً واسعة، تتخذ سمة الحرب تشارك فيها جميع تشكيلات وأذرع الجيش وأجهزة الأمن والمستوطنين، مركزةً على شمال الضفة، مع اقتحاماتٍ لباقي المناطق.

سوريا.. تتوغل إسرائيل في أرضها وتستبيح سيادتها وتقصف وتقتل وتدمر وقتما تشاء وكيفما تشاء.

بعد تتويج ترمب رئيساً لملفات الشرق الأوسط، استناداً إلى مقولة أنه الوحيد القادر على فرض تنازلاتٍ على إسرائيل، نجد أن احتمالات استئناف الحرب أقرب كثيراً من احتمالات انهاءها، وإذا كان الحال هكذا على الجبهتين الشمالية والجنوبية، مع استمرار التوتر مع إيران، وتحفّز اليمن، إضافةً إلى تصعيد الاضطرابات الداخلية في إسرائيل بفعل سياسات اليمين تجاه الوسط العربي فيها، وهو ما يوصف بالجبهة الثامنة، حيث الحرب على كل الجبهات بذرائع أو من دونها، هي مادةٌ انتخابيةٌ أساسية.

بعد ذلك من أين يأتي ترمب بنجاحٍ على مستوى الشرق الأوسط كله، في الوقت الذي أضاف فيه إلى إنجازاته "التاريخية" الموعودة، الجبهة الأوكرانية الروسية التي ما تزال احتمالات انهاء الحرب عليها بتقديم أراضٍ أوكرانيةٍ لروسيا محاطةً بغموضٍ لا يشجع على اليقين بأن الحرب في طريقها إلى الانتهاء فعلاً.

المشهد على الجبهات الشمالية والجنوبية والإيرانية والحوثية، التي يصفها نتنياهو متباهياً بالجبهات السبعة يبدو حربياً أكثر منه سلمياً وسيكون أخطر في حالة سباق السلحفاة السياسية، مع الطائرة الحربية، وهذا ما سيكون العامل الحاسم في بقاء الرهان أو عدمه على الاستثمار في ترمب وقدراته على الوفاء بوعوده.