نساء فلسطين في قلب الأزمة: صمودهن مفتاح إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي

2025-11-27 22:32:23

خاص - راية

في ظل الحرب الممنهجة على قطاع غزة، تواجه النساء الفلسطينيات تحديات غير مسبوقة تتعلق بالحياة اليومية، والرعاية الصحية، والصمود الاجتماعي. 

في حلقة جديدة من برنامج "قضايا في المواطنة" على إذاعة "راية" ناقشت مع ثلاثة ضيوف أثر الحرب على النساء الفلسطينيّات وسبل تمكينهن في إعادة بناء المجتمع رغم التدمير وانعدام الحماية.

مديرة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية سحر ياغي ذكرت أن صعوبة وصول الإسعاف إلى المناطق المستهدفة خلال العدوان على غزة دفع العديد من النساء إلى الولادة القيصرية في المنازل بطريقة غير آمنة، ما يزيد من المخاطر على الأم والجنين. 

وأضافت ياغي أن انتشار القصف والبارود في كل أنحاء القطاع يشكل تهديدًا مباشرًا للأجنة، مشيرة إلى أن المستشفيات غالبًا ما تعمل في خيم نتيجة نقص الكوادر الطبية، ما يضاعف خطر الحمل غير الآمن.

وأشارت ياغي إلى أن ارتفاع عدد النساء الأرامل والمعيلات نتيجة الحرب يعكس خللاً هيكليًا في المجتمع الفلسطيني، حيث تضطر المرأة لتحمل مسؤولية الحماية والرعاية والتأمين الاقتصادي للأسرة بمفردها، غالبًا دون شبكات دعم كافية أو تقدير مجتمعي لجهودها. 

وقالت: "المجتمع الفلسطيني مطالب بإعادة تعريف مفهوم الدعم والحماية، وتوفير آليات اقتصادية واجتماعية تضمن استدامة دور المرأة، لا مجرد حلول مؤقتة للأزمات".

من جهته، لفت مستشار وزارة شؤون المرأة إسماعيل حماد إلى أن العنف الممارس ضد النساء الفلسطينيّات يمتد إلى تقييد حرية الحركة، وإذلال الأسرة، وتدمير المنازل، مؤكدًا أن هذه الأفعال تهدف إلى تفكيك البنية الاجتماعية التي تعتمد عليها المرأة في صمود الأسرة.

وأضاف حماد أن الاستهداف المباشر للمرأة بالقتل أو الاعتقال أو التجويع يُعد هجومًا على النسيج الاجتماعي الفلسطيني واستمراريته، وأن غياب المساءلة الدولية عن هذه الانتهاكات يشجع على تكرارها، ويزيد من حرمان النساء من حقوقهن الأساسية في الصحة، والتعليم، والعمل. 

وأوضح أن الاحتلال يضع عراقيل أمام وصول المقررين الدوليين لتوثيق هذه الجرائم. 

وقال: "استهداف النساء الفلسطينيّات ليس مجرد عنف جسدي، إنما هو جزء من سياسة قمع ممنهجة تهدف إلى إذلال المجتمع وإضعاف قدرته على الصمود".

فيما أوضحت النشطة المجتمعية والكاتبة هدى الوادية أن النساء الفلسطينيات يمثلن ركيزة أساسية في إعادة بناء المجتمع بعد الحروب، من خلال تربية الأجيال الناشئة وإدارة الأزمات والمبادرات المجتمعية. 

وأكدت الوادية أن خبرة النساء في إدارة المواقف الصعبة تمكنهن من إعادة بناء النسيج الاجتماعي مع الرجال والشباب، وتنشيط الاقتصاد المحلي عبر مشاريع صغيرة تقودها النساء.

وقالت الوادية: "حماية المرأة الفلسطينية ليست رفاهية، بل ضرورة إنسانية وقانونية، وتمكينها يساهم في إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي، ويعطيها القدرة على أن تكون جزءًا فاعلًا في المجتمع".

التحديات الدولية والرسائل الموجهة للمجتمع المدني

أكد الضيوف أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لإنهاء الانتهاكات، وتطبيق القوانين الدولية التي تضمن حقوق النساء الفلسطينيات، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه. 

كما شددوا على دور المجتمع المدني الفلسطيني في دعم النساء وتوفير الحماية الاقتصادية والاجتماعية لهن، لضمان استدامة صمود الأسرة الفلسطينية والنسيج المجتمعي بشكل كامل.

وخلصت الحلقة إلى أن النساء الفلسطينيات لسن فقط ضحايا الحرب، إنما هن عنصر فاعل وأساسي في إعادة بناء المجتمع، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتمرير المعرفة والقيم للأجيال الجديدة. 

وقد أبدى الضيوف تفاؤلهم بقدرة النساء على المشاركة في برامج التنمية والمشاريع الاقتصادية المحلية رغم كل التحديات، مؤكدين أن دعمهن وحمايتهن ضرورة قانونية وإنسانية لا يمكن تأجيلها.

تجدر الإشارة إلى أن "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة REFORM ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة

فيما يلي الحلقة كاملة: اضغط هنا