اضطرابات الغدة الدرقية: الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج وفق د. سمير شماسنة
خاص - راية
حذّر د. سمير شماسنة، طبيب الأسرة، من خطورة إهمال اضطرابات الغدة الدرقية، مؤكدًا أنها من أكثر المشكلات الصحية الشائعة، خاصة لدى النساء، وأن أعراضها قد تتشابه مع عدة مشاكل أخرى، ما يجعل التشخيص الدقيق قائمًا بالأساس على الفحوصات المخبرية إلى جانب التقييم السريري.
وقال شماسنة، خلال حديثه لإذاعة "راية" من عيادته في رام الله، إن الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تشبه الفراشة تقع في مقدمة العنق، وتعد المسؤول الأساسي عن تنظيم عملية الأيض (التمثيل الغذائي) في الجسم، وتحويل الغذاء إلى طاقة، إلى جانب دورها المهم في التحكم بدرجة الحرارة، ودقات القلب، وإنتاج البروتينات، ودعم النمو، خاصة لدى الأطفال.
نوعا الاضطراب: فرط نشاط أو قصور
وأوضح شماسنة أن اضطرابات الغدة الدرقية تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
• قصور الغدة الدرقية: حيث يقلّ إنتاج الهرمونات، وينتج عنه جفاف وتساقط الشعر، وإرهاق، وزيادة وزن غير مبررة، وبطء في دقات القلب، وحساسية شديدة للبرد، وجفاف الجلد، والإمساك، وارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول.
• فرط نشاط الغدة الدرقية: ويؤدي إلى تسارع دقات القلب، فقدان وزن، تعرّق زائد، أرق وضعف عام، تضخم الغدة، وبروز العينين، وضعف التركيز.
وبيّن أن الغدة تُفرز هرمونين أساسيين هما T3 وT4، إضافة إلى هرمونات مساعدة مثل الكالسيتونين والثيروغلوبولين، وأن الخلل في مستويات هذه الهرمونات هو ما يحدد طبيعة الاضطراب.
الأعراض قد تكون مضلّلة
وأشار شماسنة إلى أن كثيرًا من أعراض الغدة الدرقية تتشابه مع نقص فيتامين د، وفيتامين B12، والزنك، ونقص مخزون الحديد، ما يجعل المريض أحيانًا يخلط بين الأسباب الحقيقية للأعراض.
وأكد: "لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها، فحص الدم هو الفيصل بين قصور الغدة، أو فرط نشاطها، أو حتى مشكلات أخرى لا علاقة لها بالغدة".
وأوضح أن الفحوص الأساسية التي يتم إجراؤها تشمل: TSH، T3، T4، وقد تُضاف فحوص أخرى حسب الحالة.
مخاطر الإهمال والمضاعفات
ونبّه شماسنة إلى أن عدم علاج اضطرابات الغدة قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل تدهور صحة القلب، ضعف الخصوبة، اضطرابات الذاكرة، وارتفاع الدهون، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تصل نتائج فحص TSH فيها إلى مستويات عالية جدًا، ما يستوجب التدخل الفوري.
العلاج: غالبًا مدى الحياة
وبخصوص العلاج، أكد أن أدوية الغدة الدرقية – خاصة في حالات القصور – غالبًا ما تكون مدى الحياة، ولا يجوز إيقافها بناءً على تحسن مؤقت، حيث يقوم العلاج بإعادة الهرمونات إلى مستواها الطبيعي والحفاظ عليه.
نمط حياة وغذاء داعم لصحة الغدة
وشدد شماسنة على أهمية الالتزام بنمط حياة صحي، يشمل: تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وزيادة الألياف لتحسين الهضم، وتجنب الإفراط في بروتين الصويا لأنه يؤثر على امتصاص الهرمون، والحذر من زيادة اليود لمن لا يحتاجه، والاعتماد على مصادر طبيعية مثل الأسماك.
رسالة للمستمعين
وختم شماسنة حديثه بالتشديد على ضرورة عدم إهمال أي أعراض، مهما كانت بسيطة، مضيفًا: "انتهى زمن تجاهل الأعراض، التشخيص المبكر يحمي من مضاعفات كثيرة، وعينة دم واحدة قد توفر على المريض أشهرًا من المعاناة".