الدكتورة جُمَانة عودة أول عربية تحصل على جائزة "العدالة الصحية – قسم الإعاقة" من الجمعية الأمريكية للصحة العامة

حصلت الدكتورة جُمَانة عودة، مؤسِّسة ومديرة مركز الطفل السعيد الفلسطيني، على جائزة العدالة الصحية – قسم الإعاقة (Health Equity Award - Disability Section) لعام 2025، التي تمنحها الجمعية الأمريكية للصحة العامة (American Public Health Association – APHA)، تقديرًا لمسيرتها الريادية في خدمة أطفال فلسطين والدفاع عن حقوق الأطفال ذوي الإعاقة وتعزيز العدالة الصحية في فلسطين والعالم.

وجاء هذا التكريم الدولي بعد مسيرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، كرّستها الدكتورة عودة لبناء نموذج فلسطيني فريد للرعاية الشمولية للأطفال ذوي الإعاقة.
فقد أسّست "مركز الطفل السعيد الفلسطيني"، الذي انطلق كمبادرة صغيرة للأطفال ذوي الإعاقة، وتحوّل بمرور السنوات إلى إطار مجتمعي متكامل للرعاية والعلاج والتأهيل، يقوم على تمكين الأمهات والأسر ودمج الأطفال في مدارسهم ومجتمعاتهم رغم الظلم والفقر والوصمة المجتمعية وتحديات الاحتلال والظروف القاسية.
هذا النموذج أصبح اليوم قابلاً للتطبيق في دول أخرى في المنطقة والعالم، كما أشار مركز FXB للصحة وحقوق الإنسان في جامعة هارفارد، الذي  يحتفي بهذا التكريم المستحق تقديرًا لعملها الرائد والتزامها مدى الحياة بترسيخ العدالة الصحية لجميع الأطفال.

وأكد المركز في بيانه أن فوز الدكتورة عودة بهذه الجائزة يعكس قوة النموذج الإنساني الذي أبدعته، إذ يجمع نهجها بين العلم والممارسة الطبية الدقيقة ودفء الإنسانية، في رؤية ترى أن الشفاء لا يكتمل إلا حين تمتد يد العلم والمعرفة بروح التعاطف والانسانية. ورغم عقودٍ من العنف والاضطراب، ظلّ نموذجها المجتمعي صامدًا، يحتضن الأسر ويمنح الأطفال فرصة للنمو والأمل وسط العتمة.

ويُعدّ تكريم الدكتورة عودة من الجمعية الأمريكية للصحة العامة شهادة على تفوّقٍ إنساني يتخطّى حدود التخصّص، ورسالةً عالمية تُجسّد قيمة الكرامة والصمود والأمل في وجه الألم.

وفي كلمتها خلال حفل التكريم، عبّرت الدكتورة عودة عن امتنانها قائلة:

"أهدي هذا التكريم إلى الأطفال ذوي الإعاقة في فلسطين، وإلى أمهاتهم اللواتي يصنعن المعجزات كل يوم في ظل ظروف قاسية. إن هذا الاعتراف لا يُكرّمني وحدي، بل يكرّم روح الصمود الفلسطيني، والإيمان بأن لكل طفل حقًا في الكرامة والحياة."

وأضافت أن ما يعيشه أطفال غزة اليوم يمثل كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة، مشيرةً إلى أن آلاف الأطفال فقدوا أطرافهم أو أُصيبوا بإعاقات دائمة بسبب العدوان، ما وصفته بأنه "جائحة من الإعاقات تهزّ ضمير العالم، وستبقى وصمة عار للانسانية جمعاء."

الدكتورة جُمَانة عودة تُعد من الرائدات الفلسطينيات في مجال الصحة العامة وحقوق ذوي الإعاقة، وهي زميلة زائرة في مركز FXB للصحة وحقوق الإنسان بجامعة هارفارد، وعضو مؤسس في عدد من المنظمات الحقوقية العالمية، منها "أطباء من أجل حقوق الإنسان – فلسطين"، و "الاتحاد الدولي للصّحة وحقوق الإنسان - IFHHRO – هولندا".

ويؤكد فوزها بهذه الجائزة أنها أول عربية وأول فلسطينية تنال هذا التكريم المرموق، بحسب السجلات المتاحة للجمعية الأمريكية للصحة العامة.

واختُتم الحفل بإهداء الدكتورة عودة الجائزة إلى أطفال غزة، حيث قالت:

"أُهدي هذا الشرف إلى أطفال غزة... لعلّ الزمن يشفي جراحهم وأرواحهم."