خاص| غزة بعد وقف الحرب... مبادرات لإعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة
رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الأخيرة في غزة، لم يتوقف التعليم عن كونه أولوية قصوى للأطفال والطلاب. فمع إعلان وقف إطلاق النار، نشطت المبادرات والمشاريع التعليمية لإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، سواء عبر المدارس الرسمية أو المبادرات المجتمعية والخيم التعليمية المؤقتة.
في هذا الإطار، تحدثت لينا أبو سيف، مديرة مشروع في مؤسسة إنقاذ الطفل، في حديث خاص لـ"رايــة"، عن جهود المؤسسة في دعم الأطفال، خاصة الأيتام وذوي الإعاقة، وتجاوز العقبات التي خلفتها الحرب.
قالت أبو سيف: "حرب الإبادة غيرت كل شيء. قبل الحرب، كنا نقدم برامج تعليمية مساندة للأطفال الأيتام، وبعد الحرب اضطررنا لإعادة إطلاق هذه البرامج بشكل أقوى وأكثر تنظيماً."
وأوضحت أن توقف التعليم خلال الحرب كان مؤقتاً بسبب الصدمات وعدم الاستقرار، وأضافت: "منذ شهر يوليو 2024 بدأنا استئناف البرامج التعليمية للأطفال، مع التركيز على تعويض الفجوات الدراسية، فالعديد من الأطفال فقدوا سنة أو أكثر من دراستهم."
وأشارت أبو سيف إلى أن المؤسسة تعمل على دمج الأطفال ذوي الإعاقة الذين أصبحوا كذلك نتيجة الحرب، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة وآمنة لهم، وقالت: "نبحث عن أماكن صالحة للتعليم، ونقوم بترميمها وتأهيلها لضمان بيئة تعليمية مناسبة للأطفال، سواء لديهم إعاقة أو لا."
كما أكدت أن البرامج لا تقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل تشمل الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال للتعامل مع آثار الحرب والصدمات التي عايشوها.
حول دعم الجهات المانحة، قالت أبو سيف: "نحصل على دعم من مؤسسات مثل صندوق أوتش للإراضي المحتلة، وجمعيات أخرى، لتوفير الاحتياجات الأساسية للأطفال، خصوصاً الأيتام، من غذاء وملابس وأحذية ومأوى."
وأضافت: "الأهالي في غزة متحمسون للغاية لإعادة أطفالهم إلى المدارس والمبادرات التعليمية، رغم الظروف الصعبة، ويعي الجميع أهمية التعليم في بناء المستقبل."