سرقة قطع أثرية وثمينة من المتحف الوطني في دمشق

2025-11-11 16:32:00

تعرّض المتحف الوطني في دمشق، لسرقة ليل الأحد الإثنين، وفق ما أفاد مصدر قريب من إدارة المتحف ومصدر أمني، قال أحدهما إنها طالت قطعا ذهبية، كانت معروضة في الجناح الكلاسيكي.

وقضت سنوات النزاع السوري منذ العام 2011 على معالم أثرية وتراث رمزي قيّم، وتعرّضت عشرات آلاف القطع للنهب، إلا متحف العاصمة بقي في منأى عن تداعياته، ونُقلت إليه قطع أثرية نادرة من مناطق أخرى لحفظها.

وأكد مصدر قريب من إدارة المتحف، أن "السرقة طالت ستة قطع أثرية كانت معروضة في الجناح الكلاسيكي في المتحف"، كماوأكّد مصدر آخر مطّلع على الملف المعلومة، بحسب ما نقلت عنهما وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وقال المصدر القريب من الإدارة، إن المسروقات عبارة عن "مسبوكات ذهبية".

ولم تجب إدارة المتحف على الأسئلة، واكتفى مسؤول فيه بالقول إن "المتحف مغلق لسبب أمني، وسيُعاد افتتاحه الأسبوع المقبل".

ولم تصدر السلطات أي بيان رسمي بعد.

من جهته، قال مصدر أمني، إنه تم احتجاز "عدد من موظفي وحراس المتحف، الإثنين، عقب السرقة، وتم التحقيق معهم"، قبل إطلاق سراحهم.

وأوضح مسؤول من إدارة متاحف سورية، أن "قوات الأمن منعت دخول الموظفين إلى قاعات العرض، منذ حصول السرقة ليل الأحد الإثنين".

ولم تُلاحَظ أي حركة غير اعتيادية في محيط المتحف، الثلاثاء، وهو في الأساس يوم إغلاق أسبوعي.

ويعدّ الجناح الكلاسيكي من أهم الأجنحة في المتحف، ويضم قطعا نادرة من حقبات عدة بينها الهلنستية والرومانية والبيزنطية، جمعت من مواقع أثرية رئيسية في سورية.

ومن ضمن القطع المعروضة أسرّة جنائزية ولوحات جدارية نادرة وتماثيل حجرية.

وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، قد أعادت فتح أبواب المتحف في الثامن من كانون الثاني/ يناير 2025، بعدما أوصدتها عشية إطاحة الرئيس بشار الأسد، خشية حدوث عمليات سرقة ونهب.

وأكدت إدارة المتحف حينها أنه "لم تحصل أي تعدّيات على المتحف".

وتعاقبت حضارات عدة على سورية، من الكنعانيين الى الأمويين، مرورا باليونانيين والرومان والبيزنطيين.

ولم تنج المواقع الأثرية والمتاحف من تداعيات الحرب، وتعرّضت المواقع الثابتة لأضرار كبيرة، خصوصا المدينة القديمة في حلب وتدمر.

وفي العام 2020، ذكر تقرير نشرته مؤسسة "جيردا هنكل" والجمعية السورية لحماية الآثار ومقرها باريس، أن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية نُهبت من المتاحف والمواقع الأثرية، منذ بداية الحرب عام 2011.

وأتاحت الفوضى التي غرقت بها سورية في ذروة الحرب بظلّ نظام بشار الأسد، بتهريب قطع أثرية يمكن نقلها، كالعملات المعدنية والتماثيل وقطع فسيفساء، إلى أنحاء العالم مع انتعاش سوق سوداء للآثار.

ونتج عن تهريب الآثار عائدات بملايين الدولارات، استفاد منها تنظيم "داعش" وفصائل مقاتلة غيرة، أو مجموعات تابعة للقوات الحكومية السابقة، فضلا عن شبكات تهريب، وأفراد أقلّ تنظيما.