خاص | وفاة 1,034 جريحا ومريضا وهم بانتظار الإجلاء الطبي من غزة

2025-11-11 11:12:45

أكد زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، أن القطاع الصحي يعيش حالة انهيار شبه كامل نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية ومواد المختبرات، مشيراً إلى أن ما يدخل من مساعدات "لا يتجاوز قطرات في بحر الاحتياج المتفاقم".

وأوضح الوحيدي في تصريحات خاصة لشبكة رايـــة الإعلامية أن نسبة العجز في الأدوية الأساسية وصلت إلى 55%، فيما بلغ العجز في المستهلكات الطبية 71%، وفي مواد المختبرات 75%، وهو ما ينعكس مباشرة على قدرة الأطباء على التشخيص والعلاج.

وأضاف: “لو شبّهنا رصيد الأدوية بخزان مياه مثقوب بعشرة خراطيم، فإن ما يدخل من مساعدات لا يعوّض النقص الهائل الناتج عن استهلاك يومي متسارع وحصار مستمر منذ عامين كاملين”.

وأشار الوحيدي إلى أن الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والربو تشهد عجزاً بنسبة 56%، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية، خصوصاً للفئات الهشة وكبار السن الذين لا يستطيعون تحمّل انقطاع العلاج.

وفيما يتعلق بمرضى الأورام والسرطان، قال الوحيدي إن نسبة العجز تجاوزت 70%، موضحاً أن غياب الأدوية المنقذة للحياة يهدد مئات المرضى بالموت البطيء، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأجهزة الطبية والمستلزمات الضرورية.

أما عن المرضى المحولين للعلاج خارج القطاع، فكشف الوحيدي أن نحو 15,100 مريض أنهوا إجراءات التحويل وينتظرون الإجلاء الطبي، لكن “الانتظار تحول إلى مأساة”،

وتابع: “منذ أكتوبر لم يُسمح بسفر أي مريض، وخلال شهرين فقط تم إجلاء 43 طفلاً من أصل آلاف الحالات، بينما توفي 1,034 مريضاً وجريحاً وهم بانتظار السماح لهم بالسفر”.

وأوضح أن 12 إلى 15 مريضاً يفقدون حياتهم يومياً نتيجة منع السفر أو انعدام الرعاية الطبية اللازمة داخل القطاع، مؤكداً أن 17 جهاز تصوير طبقي (CT) كان يعمل في غزة لم يتبقّ منها سوى 7 فقط، ولا يوجد أي جهاز رنين مغناطيسي يعمل حالياً.

واختتم الوحيدي حديثه، بالتأكيد على أن استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال الأجهزة والمعدات الطبية منذ عام 2017 وحتى اليوم جعل من المستحيل على وزارة الصحة تقديم سوى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، محذراً من أن “المنظومة الصحية في غزة تقترب من الانهيار الكامل إذا لم يُسمح بتدفق الأدوية والمساعدات فوراً”.