باحث لراية: نتنياهو قد يلجأ لفتح جبهات جديدة لتفادي التحقيق معه

2025-11-11 10:15:52

يثير الجدل المتصاعد داخل إسرائيل حول تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول أزمة جديدة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وسط تقديرات بأن نتائج التحقيق قد تُشكل نهاية لمسيرته السياسية.

ويقول محللون إن تشكيل اللجنة “قد يُسجل في التاريخ” باعتبار نتنياهو أحد الأسباب الرئيسة لما حدث في السابع من أكتوبر، نتيجة مقاربته الاستراتيجية الخاطئة التي قامت على “تعزيز الانقسام الفلسطيني، وإضعاف السلطة، والسماح لحركة حماس بتعزيز قوتها في غزة”، وهي سياسات يصفها المراقبون بأنها ساهمت في الانفجار الكبير الذي هزّ إسرائيل.

ويؤكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي أن نتنياهو يحاول التهرب من تشكيل لجنة تحقيق حقيقية من خلال حكومة يسيطر عليها الائتلاف اليميني، مشيراً إلى أن “التحقيق المستقل الذي يرأسه قاضٍ ويملك صلاحية اختيار أعضائه هو ما يخشاه نتنياهو، لأنه قد يُحمّله المسؤولية السياسية الكاملة عن الإخفاقات الأمنية والعسكرية في غزة”.

وأوضح ياغي في حديث لشبكة رايــة الإعلامية أن نتنياهو يسعى لتشكيل “لجنة شكلية تعينها الحكومة نفسها”، بحيث تُلقي التوصيات اللوم على الأجهزة الأمنية والعسكرية فقط، بينما “تُعفي المستوى السياسي من أي مسؤولية مباشرة”.

وأضاف أن “الجيش والأجهزة الأمنية في إسرائيل عملت طيلة السنوات الماضية ضمن الرؤية الاستراتيجية التي وضعها نتنياهو، لذلك فإن تحميلهم وحدهم مسؤولية ما حدث يُعد تزييفاً للواقع، لأن القرارات الأمنية كانت تنفذ لتحقيق أهدافه السياسية، وأبرزها منع قيام دولة فلسطينية وتعميق الانقسام الداخلي”.

وفيما يتصاعد الضغط الشعبي داخل إسرائيل لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، يرى ياغي أن أي تغيير حقيقي لن يحدث دون انتخابات مبكرة تفرز حكومة جديدة قادرة على فرض لجنة محايدة.

وفي ختام حديثه، رجّح ياغي أن يلجأ نتنياهو إلى فتح جبهات عسكرية جديدة لتفادي التحقيق، قائلاً: “منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، نتنياهو يدرك أن بقاء إسرائيل في حالة حرب دائمة يُعفيه من المساءلة، لذلك لن يُغلق أي جبهة — لا في غزة، ولا لبنان، ولا حتى في الضفة الغربية التي يعتبرها ساحة حيوية لتحقيق مكاسب سياسية عبر مشروع الضم بدعم أمريكي.”

وبحسب المراقبين، فإن لجنة التحقيق المنتظرة ستكون أخطر استحقاق يواجه نتنياهو منذ توليه الحكم، وقد تحدد ما إذا كان سيبقى في المشهد السياسي الإسرائيلي أم سيُسجَّل اسمه في التاريخ كأحد أكثر رؤساء الحكومات تورطاً في الفشل والدماء.