الضفة... جمرٌ تحت رماد التجاهل والإهمال
رأي مسار
تستحق غزة أن تكون مركز الاهتمام الدولي، وأن يكون إنهاء الحرب عليها الشغل الشاغل للعالم، غير أن ما لا ينبغي التغاضي عنه، الحرب الإسرائيلية المتصاعدة والمتسعة على الضفة، حيث المستوطنون الذين يجسّدون المليشيا الرسمية للحكومة، ورأس حربة الجيش في تخريب حياة وممتلكات الفلسطينيين.
أين الضفة من الاهتمام الإقليمي والدولي؟ أين الجهد السياسي المبذول فلسطينياً أولاً وعربيا لوضعها على جدول أعمال معالجة بؤر الاشتعال في الشرق الأوسط؟
إسرائيل تتصرف في الضفة كما لو أنها قضيةٌ منسية، الضفة مستباحة بصورةٍ مطلقة وبلا قيود، حتى التنديد بما تفعل إسرائيل فيها أصبح نادراً إن لم يكن معدوماً، وفي أفضل الحالات توضع أخبارها في مكانٍ هامشي وكأنها روتين متكرر.
دوريات الجيش تصطاد الأولاد على الطرقات، وفتيان التلال يحرقون البيوت والسيارات، ويقتلعون الأشجار ويوسعون من يقع تحت أيديهم ضرباً وتنكيلاً، وكل ذلك يتم تحت حراسة الجيش وقوات الأمن بكافة تشكيلاتها.
الوضع في الضفة لا يقل خطورةً عنه في غزة، فمتى وكيف نرى توازناً في المعالجة لا يجعل الضفة التي هي أساس القضية الفلسطينية ساحةً منسيةً.
بعد كل الذي حدث في الشرق الأوسط، وموضع القضية الفلسطينية منه، يثور سؤالٌ منطقي، ألم ينتبه حملة الملفات إلى أن المعالجات المنقوصة والمجتزأة قد تهدئ الحالة لبعض الوقت إلا أنها تؤدي إلى انفجارات أعنف وأشد؟
في الضفة جمرٌ يتقد تحت رماد التجاهل والإهمال فمن يعالج؟