تقديرات إسرائيلية: حماس تسعى لمفاوضات منفصلة بشأن هدار غولدين

2025-11-09 08:45:48

تسود المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية حالة من الترقب بشأن تطورات قضية الجندي هدار غولدين، وسط تقديرات تشير إلى أن حركة حماس تسعى لإجراء مفاوضات منفصلة حول مصيره، وربط ذلك بالإفراج عن عدد من عناصرها المحاصرين داخل شبكة الأنفاق في رفح.

وجاء ذلك بعد إعلان حماس، أمس السبت، عن العثور على جثة غولدين في رفح، ما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى تشديد لهجتهم تجاه الحركة، وذلك على ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح الأحد.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن "تأخير عودة جثة غولدين يؤخذ على محمل الجد، وعلى حماس أن تعيده فورا"، مؤكدا أنه لا توجد مفاوضات جديدة وأن "هناك اتفاقا يجب على حماس الالتزام به".

من جهته، صرح مصدر أمني إسرائيلي أن المؤسسة الأمنية "تأمل أن تتضح الصورة اليوم" بخصوص مصير جثة غولدين، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سمح لعناصر من الصليب الأحمر وعدد من عناصر حماس بالدخول إلى منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية للبحث عن خمسة مدنيين مختطفين لدى الفصائل الفلسطينية.

وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن الحكومة تنظر بجدية إلى تأخير عودة جثة غولدين، فيما تتابع المؤسسة العسكرية التطورات الميدانية عن كثب في ظل التصعيد الإعلامي والسياسي المتبادل بين الجانبين.

يعد هدار غولدين أحد أطول الجنود الإسرائيليين أسرا لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ ما زال مصيره مجهولًا بعد مرور أكثر من 11 عاما على أسره خلال معركة "العصف المأكول" في الأول من آب/أغسطس 2014.

ويمثل غولدين عقدة عسكرية وسياسية لإسرائيل، بعدما فشل جيشها وأجهزتها الاستخبارية في استعادته، سواء عبر العمليات العسكرية أو من خلال المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة.

وخلال معركة أسره، فعلت إسرائيل للمرة الأولى بروتوكول "هانيبال"، الذي يجيز استخدام القوة المفرطة لمحاولة منع وقوع الجندي في الأسر، حتى وإن أدى ذلك إلى مقتله.

وفي الأيام الأخيرة، تحدثت تقارير إعلامية، من بينها موقع "أكسيوس"، عن ربط محتمل بين تسليم جثة غولدين والسماح بممر آمن لإجلاء نحو 200 من مقاتلي كتائب القسام العالقين في منطقة رفح.

وبحسب المصادر، أبدى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في البداية موافقة مبدئية على هذا المقترح، الذي يقضي بنقل المقاتلين إلى منطقة آمنة، غير أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، رفض الفكرة تماما، مؤكدًا أن أمام المقاتلين خيارين فقط، الاستسلام أو البقاء تحت الأرض.

وفي وقت لاحق، تراجع زامير عن موقفه المؤيد للممر الآمن، في ظل الخلافات المتصاعدة داخل القيادة الإسرائيلية بشأن إدارة هذا الملف الحساس.