خاص | كيف أسهم مجلس الزيتون العالمي في تطوير قطاع الزيتون؟
أدان المجلس الدولي للزيتون خلال اجتماعاته الأخيرة في مدريد، اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية، ودعا إلى محاسبة إسرائيل وتعويض المزارعين الفلسطينيين عن خسائرهم المستمرة منذ سنوات، في مشهد بات يوثق يومياً أمام أنظار العالم.
وأوضح فياض فياض، مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني، أن المجلس الدولي للزيتون يُعد إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، ويضم في عضويته دولاً منتجة ومستهلكة للزيتون ومنتجاته.
وأشار فياض في حديث لشبكة رايــة الإعلامية إلى أن فلسطين انضمت رسمياً للمجلس عام 2017 بعد جهود دبلوماسية استمرت سنوات، تعثرت خلالها عملية الانضمام بفعل معارضة بريطانيا وألمانيا بحجة تأثير الخطوة على "محادثات السلام".
وبيّن أن قبول فلسطين في المجلس جاء بدعم عربي من الأردن وتونس والمغرب والجزائر، في وقت كانت المندوبة الإسرائيلية غائبة عن الاجتماع الذي تم فيه اعتماد العضوية، وهو ما مكّن من تمرير القرار التاريخي.
وأكد فياض أن أهمية انضمام فلسطين للمجلس الدولي تكمن في تعزيز مكانتها العالمية كموطن لشجرة الزيتون الأولى، حيث تشكل أشجار الزيتون نحو 45% من المساحة الزراعية الفلسطينية، ويعتمد عليها أكثر من 100 ألف أسرة في مصادر رزقها.
وأضاف أن الزيتون الفلسطيني يحمل رمزية وطنية واقتصادية كونه جزءاً من الهوية والصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال.
وكشف فياض أن إسرائيل لم تشارك في الاجتماع الأخير للمجلس الدولي للزيتون للمرة الأولى منذ تأسيسه عام 1959، مشيراً إلى أن معظم الدول المشاركة وجهت انتقادات شديدة لممارسات الاحتلال والمستوطنين، واعتبرت الاعتداءات على أشجار الزيتون "جريمة ممنهجة" تستهدف البيئة والاقتصاد والتراث الفلسطيني.
كما أوضح أن المجلس الدولي دعا إلى تقديم دعم ومشاريع إنمائية للمزارعين الفلسطينيين المتضررين، مؤكداً أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحركاً جدياً نحو تمويل مشاريع مستقلة في فلسطين بعيداً عن التنسيق الإسرائيلي، بعد أن كانت المشاريع المشتركة سابقاً مشروطة بموافقة الاحتلال.
وختم فياض حديثه بالتأكيد على أن هذه المواقف الدولية تمثل خطوة مهمة في فضح سياسات الاحتلال، ودعم المزارع الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود من اقتلاع أشجاره وتدمير أرضه دون أي رادع دولي حقيقي، معرباً عن أمله في أن تتحول هذه الإدانات إلى إجراءات عملية لحماية شجرة الزيتون رمز السلام والصمود الفلسطيني.